برعاية كريمة من محافظ المحافظة اللواء أبوبكر حسين سالم، وتحت شعار "طفولة مشرقة بالأمل واعدة بالعطاء".شهدت ساحة الشهداء في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين تحولاً نوعياً في المشهد الثقافي والتعليمي، حيث احتضنت المسرح المفتوح حفلاً استثنائياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل، تم خلاله الكشف عن وجه جديد للاستثمار في الطفولة عبر معرض متكامل لرياض الأطفال.
السياق الاستراتيجي للحدث
ونظّم مكتب التربية والتعليم بالمحافظة – ممثلاً بشعبة التعليم وإدارة رياض الأطفال – هذه الفعالية الاحتفائية التي شكّلت أيضاً انطلاقةً لأنشطة المسرح الثقافية والفنية، وتم خلالها تدشين المعرض الثاني لرياض الأطفال، بحضور كوكبة من القيادات المحلية والتربوية. حيث يمثل هذا الاحتفال تتويجاً لجهود إستراتيجية أعادت إحياء قطاع الطفولة المبكرة في المحافظة بعد سنوات من التحديات. حيث نجح مكتب التربية والتعليم في إعادة تأهيل وتشغيل 30 روضة أطفال، في مؤشر على تعافي القطاع التعليمي واستعادة زخمه التنموي.
إبداعات الطفولة تخطف الأنظار
شهدت الفعالية عرضاً حياً لمهارات وإبداعات الأطفال، قدموا خلالها مجموعة متنوعة من الفقرات الفنية والإنشادية والاستعراضية، التي لاقت استحسان الحضور، وعكست جودة الإعداد والرعاية التي تتلقاها الرياض.
وتضمنت العروض الفنية البارزة رقصة الدحيف الشعبية التي جسّدت الإرث التاريخي والفني الأصيل للمحافظة، وعروض مسرحية هادفة جسّد فيه الأطفال عمل فريق طبي لإنقاذ حياة طفل، وعرضاً آخر سلّط الضوء على دور المعلم وأهمية مراحل التعليم المتتالية بدءاً من الروضة وصولاً إلى التعليم العالي ما عكس مواكبة القضايا المعاصرة في المجال الصحي والتعليمي.
حضور نوعي ودعم رسمي
شهد الحفل حضوراً رسمياً رفيع المستوى ضم كلاً من وكيلي المحافظة الأستاذ أحمد ناصر جرفوش والأستاذ عبدالعزيز الحمزة، ومدير عام مكتب التربية والتعليم الدكتور وضاح المحوري، ونائب مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان الأستاذ الخضر النخعي، ومديرة رياض الأطفال الأستاذة نعمة سالم علي، إلى عدد من القيادات التربوية والشخصيات الاجتماعية البارزة.
كلمات تؤكد على الاستثمار في المستقبل
استُهلّ الحفل بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الطفل أكرم باسنبل، تلى ذلك كلمة لوكيل المحافظة الذي هنأ الأطفال بهذه المناسبة العالمية، مُؤكداً على الاهتمام الكبير الذي توليه السلطة المحلية للأنشطة التربوية والتعليمية، وخصوصاً مرحلة رياض الأطفال التي تمثل حجر الأساس في بناء الأجيال، واصفاً الاهتمام بالطفولة بأنه "استثمار في رأس المال البشري ومستقبل التنمية المجتمعية".
تأثيرات متعددة الأبعاد
وتوقع وكيل محافظة أبين عبدالعزيز الحمزة أن يحقق هذا الحدث تأثيرات إيجابية على تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الطفولة المبكرة، وتحفيز الاستثمار في مجال التعليم المبكر، وإبراز الدور التنموي للمحافظة في ظل الظروف الراهنة، وتعزيز الثقة في قدرات القطاع التعليمي المحلي
الرؤية التربوية المتجددة
في كلمته خلال الحفل، أكد مدير مكتب التربية والتعليم الدكتور وضاح المحوري على أن "هذا المعرض يمثل نقلة نوعية في مفهوم رعاية الطفولة، من الرعاية التقليدية إلى الاستثمار الإستراتيجي في بناء القدرات"، مشيراً إلى أن "إعادة تشغيل 30 روضة أطفال لم تكن مجرد عملية إنشائية، بل كانت مشروعاً تنموياً متكاملاً يضع الطفولة في صلب أولوياته".
الرؤية المستقبلية
واكدت مديرة ادارة رياض الأطفال بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة أن هذا الحدث يضع لبنة أساسية في مشروع تربوي طموح، حيث تطمح إدارة رياض الأطفال مستقبلا في توسيع نطاق التغطية الجغرافية، وتطوير البرامج التعليمية المبتكرة، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، ووظيف التقنيات الحديثة في التعليم المبكر.
الرياض المشاركة: نماذج نجاح متنوعة
أشار اعلاميون ومثقفون أن الرياض المشاركة في هذا الحدث مثلت خارطة متنوعة للتعليم المبكر في المحافظة، وشملت مؤسسات حكومية راسخة (كروضة 14 أكتوبر)، ورياض نموذجية من المناطق الساحلية (كروضة شقرة)، ومؤسسات من القطاع الخاص (كمدارس التميز الأهلية)، ورياض من المناطق القروية (كروضة الفتح بالمسيمير وروضة الخاملة وروضة اول مايو بالكود)
تفاعل رسمي ومجتمعي واسع
شهدت أركان المعرض تفاعلاً لافتاً من الحضور الرسمي والمجتمعي، حيث تجول الوفد الرسمي في الأقسام المختلفة، واطلع على المجسمات الحرفية التقليدية (كمحلج القطن ومصنع الأسماك) التي وظفت في تعزيز الهوية الاقتصادية المحلية. كما اطلع الوفد على المشاريع التعليمية المبتكرة، والعروض التفاعلية التي تبرز المهارات الحياتية في الجانب الزراعي، وكذلك النماذج الأسرية التي تبرز مكانة الأسرة في المجتمع وتعكس البعد الاجتماعي
حضر الفعالية عدد من الشخصيات البارزة منهم القائم بأعمال مدير مكتب التربية بمديرية خنفر الأستاذ عبدالهادي باسلهف، ومدير مكتب مدير عام التربية الأستاذ محمد علي مبارك، ومشرف التعليم بشقرة الأستاذ هادي سند، ومديرة منتزه ساحة الشهداء الأستاذة انتباه سيلان، ورئيسة جمعية إكرام التنموية الخيرية الأستاذة سلمي عبدالله حسين.