تقرير صحفي - الناقد برس/خاص:
ليس سيناريو خيالي… بل واقع قد تدفع إليه غفلة البعض:
أكتب هذا التقرير محذرًا من لحظة قاتمة قد يعيشها الجنوب إذا – لا قدر الله – سقطت العاصمة عدن بيد الحوثيين.
الهدف ليس التخويف، بل تذكير من يهاجمون القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم بأن نتائج “شطحاتهم” لن تطال أحدًا مثلما ستطالهم هم أولًا.
هذا التقرير يعتمد على وقائع موثقة مما فعله الحوثيون في صنعاء، الحديدة، إب، حجة، تعز، وصعدة، ليقدم صورة ماذا سيفعلون بالجنوب والجنوبيين إذا تمكنوا يومًا من دخول العاصمة عدن؟
الفصل الأول: ما الذي سيحدث فور دخول الحوثيين إلى العاصمة عدن؟
1- أول قرار: تصفية القيادات والناشطين تجارب الحوثيين في صنعاء 2014م، وفي حجة والحديدة لاحقًا، تؤكد أنهم يقومون فور سيطرتهم ب:
- اقتحام منازل القيادات الأمنية والسياسية.
- ملاحقة الناشطين الذين كتبوا ضدهم حتى قبل 10 سنوات.
- اعتقالات واسعة تطال الضباط والمتطوعين والإعلاميين.
- كل ناشط جنوبي يسب اليوم قواته… سيكون أول المطلوبين غدًا، والواقعة ليست تحليل بل وثائق من صنعاء وإب.
2- نهب المؤسسات والبنوك كما فعل الحوثيون في صنعاء عندما نهبوا:
- البنك المركزي.
- شركات الصرافة.
- المؤسسات الحكومية.
- مخازن الإغاثة.
فإن أول خطوة سيقومون بها في العاصمة عدن هي:
- السيطرة على البنك المركزي.
- مصادرة إيرادات الموانئ.
- تعطيل القضاء وإلغاء النيابات.
- تحويل الإيرادات لتمويل الحرب.
الفصل الثاني: كيف سيكون حال الجنوبيين والجنوبيات تحت حكم الحوثي؟
1- المرأة الجنوبية… أول ضحايا السقوط، المرأة الجنوبية التي تعمل، تدرس، تقود، وتشارك في الحياة العامة ستواجه:
- فرض “الولاية” ومنع العمل المختلط.
- منع السفر دون محرم.
- إغلاق المؤسسات التي توظّف النساء.
- إجبار الطالبات على قيود لباس مشددة.
قمع أي نشاط نسوي. تجربة صنعاء الآن تؤكد ذلك:
- إغلاق “كافيهات” مختلطة.
- طرد النساء من عدة وظائف.
- ملاحقة صالونات التجميل.
- اعتقالات نساء بدون محرم.
2- الشباب الجنوبي… مشروع معتقلات مفتوحة، الحوثي يدير أكبر شبكة سجون سرية في اليمن، أبرزها:
- سجن الأمن والمخابرات بصنعاء.
- سجون الضبط.
- سجون خاصة بالمشرفين.
- الشاب الجنوبي سيعامل كـ “متهم انفصالي” بمجرد لهجته!
- الاقتصاد الجنوبي… موت تدريجي:
- توقف الرواتب كما حصل لموظفي الشمال لعدة سنوات.
- رفع الضرائب والإتاوات.
- نهب الشركات.
- تحويل الكفاءات الجنوبية للعمل تحت إدارة مشرفين من صعدة.
الفصل الثالث: كيف سيتعامل الحوثي مع الهوية الجنوبية؟
1. إلغاء الجنوب من الخارطة.
- سيعاد إنتاج مشروع “الوحدة بالقوة”:
- إزالة علم الجنوب.
- منع النشيد الجنوبي.
- اعتقال كل من يرفع شعار الاستقلال.
- إعادة المناهج لتمجيد “الصرخة” وولاية الفقيه.
2. مصادرة الإعلام الجنوبي، بناءً على تجارب الحوثيين:
- سيتم إغلاق كل القنوات والمواقع الجنوبية.
- مصادرة استوديوهات الإعلام.
- فرض لجان رقابة.
- ملاحقة الصحفيين.
الفصل الرابع: ماذا عن الذين يسبون اليوم القوات المسلحة الجنوبية والمجلس لانتقالي الجنوبي؟
هؤلاء سيكونون أول من يدفع الثمن لعدة أسباب:
1. الحوثي لا يثق بمن ينتقد سلطته التاريخ واضح.
- كل الذين ساندوا الحوثي في إسقاط صنعاء… تم اعتقالهم لاحقًا.
- كل الإعلاميين الذين طبلوا لهم… تم تحويلهم لمحاكمات أو إقصاء.
2. الحوثي يحتقر (من لم يدافع عن أرضه) في ثقافة الجماعة:
- من يتنصل عن الدفاع عن بلده يعتبر “ضعيفًا” و”لا يستحق الثقة”.
- سيتم التعامل مع المنتقدين كأدوات مؤقتة ثم التخلص منهم.
3. شطحات اليوم ستصبح أدلة غدًا، كل كلمة مكتوبة في:
- فيسبوك.
- تويتر (x).
- جروبات واتساب.
ستستخدم كاتهام ضدهم:
“هذا جنوبي كان يهاجم قواته… إذن هو ضعيف الانتماء… إذن لا أمان له”.
الفصل الخامس: الأدلة من المناطق التي سيطر عليها الحوثيون:
1. صنعاء – اعتقالات واغتيالات:
- أكثر من 12 ألف معتقل خلال 9 سنوات.
- اغتيالات لضباط الأمن السياسي.
- ملاحقة أساتذة الجامعات.
- الحديدة – تجنيد الأطفال والإتاوات.
- فرض الإتاوات على العائلات.
- تجنيد الأطفال بالقوة.
- مصادرة الممتلكات الخاصة.
2. تعز – القصف والحصار: حصار كامل منذ عدة أعوام.
- قصف يومي على الأحياء السكنية.
- منع خروج المرضى.
- هل يصدق عاقل أن الجنوب سيكون أوفر حظًا؟
الخلاصة: سقوط العاصمة عدن يعني سقوط الكرامة الجنوبية:
الهجوم على القوات المسلحة الجنوبية والانتقالي الجنوبياليوم هو:
- خدمة مجانية للحوثي.
- طعنة في ظهر الجنوب.
- تسهيل لمشروع تحويل العاصمة عدن إلى صنعاء جديدة.
وكل من يهاجم الجنوب أو يسخر من تضحيات أبطاله
اليوم، عليه أن يسأل نفسه:
- هل أستطيع العيش في العاصمة عدن تحت حكم الحوثي؟
- هل أستطيع حماية أسرتي؟
- هل سأبقى حرًا؟
الجواب يعرفه الجميع… ولهذا تقول الحقيقة:
الدفاع عن الجنوب ليس خيارًا سياسيًا… بل خيار وجودي.
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم” ومحرر في عدد من المواقع الاخبارية.