في صدفة من احلى الصدف وبعد ان اخذت مكاني على الطاولة واذا بي في مواجهة شخص لاتكاد نظراتي تحول عنه وحينها انتبه وكل منا ينظر للاخر في لحظة استذكار واذا به يقول انت كنت مجند عندي قلت نعم وانت النقيب محمد علي جعبل وعندها تعانقنا بعد فترة انقطاع لاكثر من ثلاثين عام .
ومع الرمز الوطني صاحب الشخصية المهابة النقيب محمد والذي كان نموذج يشار اليه من بين الضباط من حيث الهيئة العسكرية المنضبطة في الزي وفي ميدان الحركة النظامية وساحة التكتيك العادي برصاص البلنك والناري بالذخيرة الحية .
وفي لحظة الانسجام تذكرت يوم كان حريص على استقامة الجنود في حسن السيرة والسلوك والاهتمام بالنضافة وحينها تقدمت بالسؤال كيف تقارن جيشنا اليوم وماكان عليه في زمنكم عندما كنت تاخذ باناملنا للتاكد من تقليم الاضار وتمعن النظر من اسفل الجندي الى اعلاه لتاكد من لمعان الحذاء ( الباليس) ونضافة البدلة ووضعية الطربوش قبل اي مهام ؟ وقبل الجواب اخذ تنهيدة طويلة من الاعماق ادركت حينها ان الحسرة قد اصابته وبعد ان اغرورقت عيناه وكادت الدمعة ان تسقط وحينها نطق هل لك ان تعذرني عن الاجابة ؟ قلت لا ولكن بامكاني الانتظار للاجابة بعد ان تهدا وتكمل كاس الشاي .
وبعد ذلك نطق النقيب محمد وقال لقد كدت تسبب لي وعكة في سؤالك عن وجه المقارنة بين ماكنا عليه في السابق من الانضباط والشجاعة وقوة البأس في حال الاقدام على التدريبات العسكرية وفي التقدم لمعركة حقيقية مع عدو غازي .
وقال لاظنك نسيت شعارنا ( قطرة عرق في ميدان التدريب تساوي قطرة دم في ميدان المعركة ) فقاطعته حينها نعم لقد كنت اراه على واجهة جدار في ميدان التدريب ،فقال ذلك مايؤرقني ويشغل بالي عندما لاراه متجسد وضاهر على هامات جنود وضباط جيشنا ولما لذاك من اهمية من الواجب العمل عليه من خلال برامج تحوي كافة الانشطة العسكرية بدايةً بالجري اثنين كيلومتر وبعد العودة استراحة قصيرة ثم الطابور الصباحي ويلي ذلك وجبة الفطور وبعده الحركة النظامية على طول وعرض ساحة التدريب لمدة ساعتين وثلاث ساعات .
واضاف محمد ان القوة تكمن في الكفاءة من التدريب اليومي وكثافة برنامج التوعية وكذا البرامج الاسبوعية والشهرية والفصلية من التدريب على الرماية ودقة التصويب للاهداف وكيفية حركة التقدم في ميدان المعركة هي من تحقق النصر وباقل تكلفة .
وفي الختام اكد النقيب محمد علي جعبل بانه ومثله من الذين لازالوا عندهم القدرة على العمل على استعداد تام للعودة الى وظائفهم السابقة وعلى القيادة العليا للقوات المسلحة الجنوبية استيعابهم في اقرب وقت للاستفادة من خبراتهم العسكرية المتراكمة في تاهيل جيشنا الجنوبي الصاعد ليكتمل النصاب ويصبح من اقوى الجيوش العربية مثلما كان سابقاً .
املي من القيادة الاستفادة من طرح هذا الرمز الذي عاصر كل المنعطفات التي مر بها جنوبنا الغالي واخذه بعين الاعتبار لاهميته في صنع مستقبل جيشنا الجنوبي المغوار .