القضية الجنوبية _ شعب له وطن تم اغتصابه لفترة معينة ، وبعد ذلك آفاق ذلك الشعب جراء ظلم وقع عليه ، والمعلوم في كتب التاريخ أن الظلم والانعتاق ضدان وفي تبادل للدور على مر الازمنة والعصور في كثير من بقاع العالم .
وعليه فالجنوب قضية وطن وشعب لاتنتهي بعثرة لشخص أو جماعة في مكون تمثيل لذلك الوطن وتلك الأمة ، وما ذلك إلا في عقول الواهمون الذين يظنون بأن قضايا الشعوب يمكن اختزالها .
فالتفويض الذي منحه شعب الجنوب العربي للمجلس الانتقالي والرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي ناتج عن الدور الفعال للرئيس والمجلس الانتقالي ، ومن خلال مالامسه الشعب من انجازات عززت الثقة وقوة التماسك والثبات بين فئات المجتمع والقيادة السياسية الحكيمة .
قد يظن البعض من المهوسين أن عثرة هنا أو هناك قد تحدث شرخ في العلاقة بين الشعب وتلك القيادة المنبثقة من جوفه والكل ماضون في بوتقة واحدة نحو الهدف .
ومع كل ذلك بالأشخاص زائلون والمسميات قد تتغير ، لكن القضايا المصيرية للشعوب تظل مفتوحة أمام الخيارات المتاحة لإصلاح الخلل وتصحيح المسار ، وذلك بعد التشاور لغرض التعديل المدروس والمناسب للتوجه وإصلاح المسار ، في حال تعسرت بعض الأمور .
وعلى القيادة أن تترك الفرصة للشارع الجنوبي ليخلصها كلما تعرضت لضائغة على طاولات الحوار والمشاورات ، ليعلم الآخر بأن القضية الجنوبية اكبر من مسألة ضغط على النخبة السياسية القائمة على القضية ، فالشعب قادر على انتزاع حقه ولن يعود إلى الوراء ، ولديه القدرة ايجاد البديل إذا لم يوفق الموجود ومن نفس الماركة الأصيلة التي تم انتقاء الصفوة الحالية والتي لازالت شامخة وثابته على المبدأ والخيار الأوحد المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية من المهرة إلى باب المندب .