في الوقت الذي يظن فيه الكثيرون أن السكر لا يوجد إلا في الحلويات مثل الكعك والحلوى والآيس كريم، تكشف الدراسات الحديثة أن السكر قد يختبئ في كثير من الأطعمة اليومية التي نتناولها دون أن نعلم، هذا الأمر يمثل خطرًا خاصًا على المصابين بمرض السكري أو من هم في مرحلة ما قبل الإصابة به، إذ يمكن أن يؤدي تناول السكر الخفي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر بالدم، بحسب موقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية CDC.
فهم مكونات الطعام خطوة أساسية لحماية الصحة، فالكثير من المنتجات التي تبدو "صحية" تحتوي في الواقع على سكريات مضافة. وتعرف السكريات المضافة بأنها السكريات التي تُضاف إلى الأطعمة أثناء عمليات التصنيع لتحسين الطعم أو الملمس أو لزيادة مدة الصلاحية، ولا يقتصر وجودها على الأطعمة الحلوة فحسب، بل توجد أيضًا في الأطعمة المالحة مثل صلصات المكرونة والكاتشب وصلصات الشواء والسلطات.
كيف تكتشف السكر الخفي؟
الطريقة المثلى لاكتشاف السكر المضاف هي قراءة ملصقات التغذية على العبوة. يظهر في هذه الملصقات مقدار السكر الكلي في المنتج، والذي يشمل السكر الطبيعي والمضاف معًا، على سبيل المثال، إذا احتوى منتج ما على 20 جرامًا من السكر، منها 15 جرامًا سكريات مضافة، فهذا يعني أن 5 جرامات فقط مصدرها طبيعي.
كما يمكن معرفة كمية السكر من خلال قائمة المكونات، إذ تُدرج المكونات بترتيب تنازلي حسب الكمية، فإذا ظهر أحد أنواع السكر في بداية القائمة، فذلك يشير إلى أن المنتج يحتوي على كمية كبيرة منه.
ومن المهم أيضًا معرفة الأسماء المختلفة التي يُخفى تحتها السكر في المكونات. فليست كلمة “سكر” هي الوحيدة التي تدل عليه، بل توجد مصطلحات أخرى مثل:
السكريات: سكر القصب، سكر الحلويات، سكر توربينادو.
الشراب: شراب الذرة، شراب الذرة عالي الفركتوز، شراب الأرز.
دبس السكر، الكراميل، العصير، العسل، أو الصبار.
كما أن معظم المكونات التي تنتهي بـ"ـوز" مثل الجلوكوز، الفركتوز، اللاكتوز، المالتوز، والدكستروز، تشير إلى وجود سكر مضاف.
الأطعمة التي قد تخدعك وتحتوى على السكر المضاف
تحتوي بعض الأطعمة التي تبدو صحية على كميات كبيرة من السكر الخفي ومن أبرزها:
التوابل والصلصات: مثل الكاتشب وصلصة المكرونة المعلبة وغالبًا ما تحتوي على كميات من السكر تفوق المتوقع.
ألواح البروتين والزبادي: رغم أنها تروج كخيار صحي، إلا أن بعضها يحتوي على سكريات مضافة أكثر من البروتين نفسه.
مُبيضات الحليب والقهوة: تُضاف إليها سكريات ونكهات مثل الفانيليا أو الشوكولاتة، مما يزيد من محتواها السكري.
الجرانولا ودقيق الشوفان الفوري وحبوب الإفطار: غالبًا ما يتم تحليتها بالعسل أو السكر المكرر.
الفواكه المعلبة والمربى: تحتوي على شراب سكري مضاف، لذا يُنصح باختيار الفواكه المعلبة في عصير طبيعي بدلاً من الشراب.
زبدة المكسرات: مثل زبدة الفول السوداني أو اللوز، إذ تُضاف إليها السكريات لتحسين المذاق.
المشروبات المعبأة: مثل مشروبات الطاقة والشاي المثلج والقهوة الجاهزة، والتي قد تحتوي على كميات كبيرة من السكر دون أن نشعر.
البدائل والمحليات
يلجأ البعض إلى المحليات الصناعية كبديل للسكر مثل الأسبارتام والسكرالوز والستيفيا. ورغم أنها لا ترفع مستويات السكر في الدم، إلا أنه يُنصح بتناولها باعتدال، لأن بعض الدراسات تشير إلى احتمال تسببها بانتفاخ أو مشكلات هضمية عند الإفراط في استخدامها.
كما أن الوجبات الخالية من السكر ليست دائمًا صحية، إذ قد تكون فقيرة بالعناصر الغذائية الأساسية مقارنة بالأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضروات.
كل شيء باعتدال
الوعي هو المفتاح فليس المطلوب الامتناع تمامًا عن كل الأطعمة التي تحتوي على سكريات مضافة، وإنما تناولها باعتدال وبكميات محسوبة. يُفضل دائمًا تحضير الوجبات في المنزل، واختيار المكونات الطبيعية، وتقليل استهلاك الأطعمة المعلبة والمصنعة.
وفي النهاية، يبقى الهدف هو التوازن الغذائي، ومراقبة ما نتناوله من سكريات خفية للحفاظ على صحة القلب ومستويات السكر في الدم، والوقاية من أمراض العصر التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإفراط في تناول السكر، سواء كان ظاهرًا أم خفيًا.