لقد بذل الدكتور صالح محسن الحاج جهوداً استثنائية في إدارة وإنجاح الحوار الوطني الجنوبي الذي عُقد في اللقاء التشاوري من 4-8 مايو 2023. ويعتبر الدكتور صالح واحداً من الشخصيات الوطنية الجنوبية البارزة التي أثرت بشكل كبير في الساحة الجنوبية، حيث لعب دوراً مهماً في خدمة قضاياها. يُعد الدكتور صالح من المفكرين والمبدعين الذين ساهموا في صياغة أدبيات الثورة الجنوبية، مما زاد من عمق تأثيره في المجتمع الجنوبي.
إن النجاح الباهر الذي حققه اللقاء التشاوري في مايو الماضي هو علامة بارزة في مسيرة هذا الرجل. فقد أظهر قدرات تنظيمية عالية، بالإضافة إلى إلمامه العميق بقضايا الشعب الجنوبي وتطلعاته. لولا الجهود الاستثنائية للدكتور صالح لما تمكن هذا الحوار من الخروج بالصورة الممتازة التي تتناسب مع تطلعات الملايين من أبناء الشعب الجنوبي. إنه كان من الضروري أن يكون هناك شخص بمكانته لقيادة هذه العملية في أصعب المنعطفات التاريخية للقضية الجنوبية.
يمكن القول إن القائد عيدروس الزبيدي وأخيه اللواء أحمد سعيد بن بريك قد أحسنا الاختيار عند وضع الدكتور صالح محسن الحاج في هذا الموقع الاستراتيجي. لقد كان الدكتور صالح الرقم الصعب في ظل الظروف المعقدة التي عانت منها القضية الجنوبية. إن الجهود الاستثنائية التي بذلها في صياغة أبجديات التوافق الجنوبي وحل التشردم الفئوي الذي شهدته المنطقة تُعتبر مدخلاً رئيسياً نحو إيجاد الحلول المناسبة لأزمة طالت لدقائقة.
بذل الدكتور صالح جهوداً مضنية من أجل إنهاء الانقسامات الداخلية وسعياً لتوحيد الصفوف وقيم الشراكة الوطنية. لقد جسد مثالاً حيا للقيادة الغيورة والوقورة، حيث كان يدافع دائماً عن مصالح الشعب الجنوبي، مقدماً جهوده دون أي تردد أو ملل. إن ما قام به من أعمال وأفكار هو ثمرة خالصة لروح الانتماء والالتزام بقضية الوطن.
تجسد كلماتنا عن الدكتور صالح محسن الحاج لسان حال الملايين من أبناء الشعب الجنوبي، من المهرة إلى باب المندب. إن تاريخه الحافل بالنجاحات والرؤى السديدة يجعله رمزاً للقيادة الحكيمة في الوقت الذي تسعى فيه القوى الجنوبية إلى بناء مستقبل مشرق يعبر عن تطلعاتها وآمالها.