مهما تجبر المتغطرسون وفي ظنهم ان القوة هي الحل في كل الاحوال فقد خاب ظنهم في غزة ذات المساحة الجغرافية الاقل حجماً وتعداد بشري .
غزة التي حملت الجور حتى امتصت الضربة بفداحتها وقوة فاعليتها رغم الضحايا التي قدمتها في سبيل الثبات والانتصار .
غزة تنتصر رغم عدد الضحايا والذي بلغ خمسين الف شهيد غير من لازالوا تحت ركام المباني التي ظلت تخر على رؤوس ساكنيها في ظل الهجمة الشرسة بمختلف القنابل شديدة الانفجار التي سقطت ابان الحرب التي تجاوزت مدتها العام وجرح خلالها قرابة المائة الف من النساء والشيوخ والاطفال .
ظل العالم باسرة يشاهد القتل والدمار الذي وقع على غزة واهلها يتساقطون وبيوتها تتحول يوماً بعد يوم الى اطلال وتحته انفس ازهقت دون وجه حق ، ولارحمة ولاشفقة من قادة الدول التي تشكلت فيها منظمات حقوق الانسان ونصبت لها مقام في مجلس الامن الدولي ، ومع ذلك عجزت عن الفعل المنوط بالوظيفة التي وجدت لاجلها عندما لم تستطيع وقف تيار الدم في غزة .
كان ظن اليهود ان التغنية العسكرية التي بحوزة الجيش الاسرائيلي ، وجسارة جهاز الموساد الاستخباري ورديفه الشاباك ، بالاضافة الى الدعم بالاسلحة المتطورة والفتاكة من قبل دول الغرب والتي فتحت خزائن السلاح والمال امام اسرائيل لتاخذ مابدى لها بصكوك مفتوحة وبذلك تكون لهم الغلبة ، بعد الابادة لسكان غزة تحت ضغط السلاح الفتاك الذي تلقيه الطائرات من الجو والبوارج من البحر والدبابات والمدفعية والاسلحة الخفيفة والمتوسطة على الارض .
لكن ذلك لم يحصل منه شيء وسكان غزة صامدون يشيعون شهدائهم ويضمدون جرحاهم تحت القصف الهمجي الذي طال المستشفيات ليقتل المصابين والمرضى في مشهد اسطوري لم يشهده التاريخ الحديث ابداً .
لم يرى سكان العالم صمود وثبات شعب على وجه الارض مثلما شوهد من سكان غزة سواءً من رجال المقاومة او من الشيخ والطفل الذي لايستطيع حمل السلاح ، والاعظم الذي اذهل المتابعين للحرب على غزة هو قوة رباط الجاش الذي تحلت به النساء الغزاويات وهن امام جثامين اطفالهن المطوية في الاكفان في لحظات الوداع الاخيرة وهن صابرات محتسبات ،حابسات الدموع في الماقي ، ليس لهن من خيار سوى رفع اكفهن الى الله المنجي من هول الكارثة الدموية التي صنعها ونفذها رعاة الفكر الخاطئ من اليهود ومن هاودهم من قادة الانظمة الغربية الذين يدعون بالدمقراطية والحفاظ على حقوق الانسان واحترام النفس الادمية امام الكاميرات في المحافل ، واذنابهم بعددهم وعتادهم يدمرون بيوت غزة ويقتلون وينكلون باهلها ،واولاءك القادة امام الشاشات يشاهدون وحشية المجزرة في غزة ولايحركون ساكن حيالها .
لكن هيهات فالله لم يغفل عن اهالي غزة التضحية والثبات على الحق ، غزة الدرس الاكبر في التاريخ الماضي والحاضر لليهود واعونهم ، غزة التي كسرت طموح اليهود ومسحت بكبريائهم الارض وعطلت خطط وبرامج مشروعهم التوسعي الى الابد .