أكد نائب وزير خارجية الكويت، خالد الجار الله، أن مشاركة المنتخبات الخليجية في بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في قطر هو مؤشر على تقدم نحو حل الأزمة الخليجية.
يأتي هذا التصريح بعد تأكيد مشاركة كل من السعودية والإمارات والبحرين في بطولة الخليج المقامة في قطر، بعد أن كانت قد رفضت ذلك في وقت سابق، كما وتلعب الكويت دور الوساطة بين ما يعرف بدول المقاطعة وقطر.
عما إذا كانت هناك مؤشرات لحل الأزمة التي بدأت في عام 2017، والتي اشترطت فيها دول المقاطعة على قطر الاستجابة لـ13 شرطا، يقول المحلل السياسي السعودي سعد بن عمر في لقاء مع وكالة "سبوتنيك": أصبح لدى الأطراف المشاركة في الأزمة الخليجية اقتناع تام بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وخصوصا أن الأطراف الإقليمية التي يتكأ عليها الأخوة في قطر أصبح موقفهم أشد ضعفا من ذي قبل، خاصة في إيران وتركيا.
ويكمل: الوقت كاف ليشعر الجميع بضرورة الالتقاء على أمن المنطقة الإقليمي، وهو ما سهل للوسيط الكويتي الكثير من مهامه، للتقدم نحو حلحلة وفك رموز الأزمة الخليجية.
ويواصل بن عمر: هناك شروط أساسية لا بد أن يستجيب لها الأخوة القطريون، وهناك شروط يتم وضع حلول مناسبة لها، مثل قناة الجزيرة وأمور أخرى، والحكماء العرب لا ينقصهم الحلول، والزمن أقنع الجميع بضرورة الالتقاء على حلول وسطية.
بدوره يرجح ذلك الإعلامي الإماراتي والمحلل السياسي مانع المازمي، في حديث مع "سبوتنيك" ويقول: لا أحد يستبعد هذا الشيء والكويت أعلنت منذ البداية وحتى اليوم أنها تعمل على الوساطة وعلى تقريب وجهات النظر، وكلنا ننظر إلى الأمور بإيجابية والدول قاطعت قطر من أجل أن تحل الأمور وتعود قطر إلى الطريق السوي وإلى الصف الخليجي.
ويتابع: نحن محيط واحد في الخليج، ولا أستطيع أن أقول أن قطر ستقبل بالشروط، بل نقول أن المصلحة العامة أهم، ومن وجهة نظري أن الوضع الاقتصادي في المنطقة أصبح مقلقا جدا، والقيادات في دول الخليج ومنها قطر تحس بهذه الأمور، فيتم التنازل من الطرفين، وهناك بعض الأمور سيتم التفاهم عليها من أجل المصلحة العامة، والقرارات ستكون واحدة بإذن الله.
وكذلك يرى في اتصال مع "سبوتنيك" المحلل السياسي القطري علي الهيل، ويكمل: الأزمة في طريقها إلى الحل لعدة أسباب، فلم يعد الإتكاء على عصا ترامب مجديا بالنسبة للسعودية والإمارات، وهم لاحظوا ذلك ممن خلال الإجراءات الممهدة لعزل الرئيس الأمريكي.
ويضيف: حتى لو لم يتم عزله فالكثيرون يرجحون أنه لن ينتخب لولاية رئاسية ثانية، والناخب الأمريكي منزعج من أن ترامب حول الولايات المتحدة لمرتزق أمني، حيث أنه يحمي الدول من خلال المال.
وعما تعنيه المشاركة الإماراتية والسعودية والبحرينية في بطولة كأس الخليج 24، والتي ستعقد في الدوحة الشهر الحالي، يقول سعد بن عمر: هناك رسائل مبدئية ترسلها الدول استعدادا للخطوات الكبرى، وهذه إحدى الرسائل من الإمارات والسعودية لموضوع انتهاء الأزمة الخليجية انشاء الله.
فيما يرى الإعلامي مانع المازمي أن الرياضة مفصولة تماما عن الرياضة، ويوضح: طبعا الأبواب مفتوحة للحل، ونحن وحسب كلام وزير الخارجية الإماراتي نفصل الرياضة عن السياسة حسب توجيهات القيادات لدينا، ومنذ بداية الأزمة لا ندخل الرياضة بالسياسة في الإمارات والسعودية.
ويضيف المازمي: حتى عندما كانت الأزمة في قنوات "beinsports" وموضوع المشاركات في قطر، لم نكن نقطع العلاقات، لكن الهدف كان سياسيا في الإعلام القطري والتوجه ضد دول المقاطعة.
أما المحلل علي الهيل فيقول أنها خطوة على طريق الحل، ويوضح: هذه الخطوة هي الأولى باتجاه الحلحلة إن لم نقل حل الأزمة، لأن الحل السياسي للأزمة الخليجية قد يأتي من خلال البوابة الشعبية، والبوابة الشعبية هي كرة القدم والجماهير التي ستأتي إلى الدوحة، أو الذي سيشاهدون مباراة خليجي 24.
وعن إمكانية عقد القمة الخليجية ومستوى التمثيل فيها يقول المحلل السعودي سعد بن عمر: يرتبط نجاح القمة القادمة بمل تتوصل إليه الأطراف الخليجية في الوقت الحالي، ولدينا متسع من الوقت قبل القمة الخليجية القادمة، وهناك مجال للتفاوض والتشاور قبل انعقادها، وهو ما يسهل كثيرا انعقاد هذه القمة .
وكذلك المحلل مانع المازمي يرى الشيء نفسه، ويوضح: لا أستبعد انعقاد القمة، بل بالعكس ستعقد والجميع سيشارك بها، وإنشاءالله قطر ستقبل الشروط وسيكون هناك تفاهم، وقبل القمة سيكون هناك مذكرات تفاهم على مستوى رؤوساء الخارجية، وستدرس فيها كل الأمور.
أما القطري علي الهيل فيرى أن القمة ستعقد لا بد، لكن الاختلاف سيكون على مستوى التمثيل فقط، ويختم قوله: القمة الخليجية منذ عام 1981 لم تتأخر، بل أحيانا يحدث أن بعض الدول الخليجية تشارك بتمثيل منخفض، لكن القمة الخليجية حافظت على انعقادها في الوقت المحدد، والجميع يشارك، وقد يكون الفرق الوحيد في مستوى التمثيل في هذه القمة.