كتب/ ناصر التميمي
خلال السنوات الماضية كتبت عدة منشورات كلها تحدثت فيها عن الوضع البائس الذي تعيشه مدارس ميفع ،لاسيما المدرسة المحورية مدرسة سبتمبر ،وهي اكبر واقدم المدارس في المنطقة، التي يأتي اليها الطلاب من جميع مناطق وقرى وضواحي ميفع ويدرس فيها قرابة الألفين طالب ،مادفعني للكتابة عنها هو الحالة التي وصلت اليها هذه المدرسة بسبب تشقق بعض جدرانها وانهيار بعض اسقفها نتيجة للكوارث الطبيعية التي اصابت المنطقة خلال السنوات الماضية، وكان اخرها اعصار تشابالا الذي اخرجها عن الجاهزية .
ونتيجة لعدم استجابة الجهات المختصة حينها للنداءات المتكررة من قبل ادارة المدرسة والاهالي بضرورة اصلاح المدرسة قبل ان تنهار كلياً على روؤس الطلاب نشرت حينها مقالاً مطولاً عن الحالة البائسة التي وصلت اليها هذه المدرسة، ناشدت فيه مكتب التربية بالتدخل العاجل قبل ان تقع الفأس في الرأس ،فاستجابة حينها الجهات المعنية، وعملت بعض الترميمات لها ،وظل العمل يسير ببطء على مدى ثلاث سنوات ونيف رغم ان العمل يحتاج لأشهر فقط لانجار مهمة الترميم لها ،ومع بداية العام الدراسي الجديد قامت الجهات المختصة باستكمال ماتبقى من عملية الترميم التي استمرت لسنوات ،وكأنها قصر تاج محل ،وليس مدرسة مكونة من عشرة صفوف دراسية ،من المفروض ان يتم اذخالها في موسوعة غينيس للمقاسات العالمية .
طبعاً نحن نشكر ادارة التربية والتعليم في المحافظة على بذلها جهود جبارة لاستكمال العمل في المدرسة واعادتها الى الخدمة، بعد توقف دام حوالي أربع سنوات عجاف ،لكن هناك أمور اخرى تعاني منها اغلب مدارس ميفع وهي عدم وجود أسوار لحمايتها حيث ان الحيوانات تسرح وتمرح فيها دون حسيب ولا رقيب وهذا بدوره يوثر سلباً على العملية التعليمية ،بالاضافة الى عدم وجود ظلات للطلاب في أغلب مدارس المنطقة لاسيما مجمع بلقيس للبنات الذي يوجد فيه أكثر من الف ومائتان طالبة ومازالت بدون ظلة تحمي بناتنا من حرارة الشمس الحارقة ،فهل يعمل مدير مكتب التربية والتعليم بالساحل بذلك ام لا ؟ فإذا كان يعمل فهذه مصيبة كبيرة واذا كان لايعلم ،فعليه أن يكلف نفسه بزيارة ولو حتى لدقائق معدودة ويرى بأم عينه الوضع المزري الذي تعيشه مدارسنا أو ان منطقنا ليست ضمن نطاق ساحل حضرموت ،نحن تابعنا الزيارات التي قام بها مدير التربية الى كثير من المديريات والمناطق لتفقد الحالة التعليمية فيها ،رغم اننا نعلم جيداً ان اغلب المديريات والمناطق التي حظيت بالزيارات مدارسها مكتملة ومؤثثة وكل الوسائل التعليمية موجوده فيها اللهم لاحسد والمفروض عليهم النظر للمناطق المحرومة اولاً .
كان من المفروض على تربية ساحل حضرموت ان تحط في نصب اعينها المناطق الغربية، وتحديداً مناطق ميفع التي حوربت خلال الفترات الماضية بقصد وبعنصرية مقيته ولم يتم الاهتمام بها كبقية المناطق في الساحل، لاسيما في مجال التربية والتعليم وتأهيل مدارسها والبنية التحتية فيها كغيرها من مدارس الساحل ،لكن للأسف الشديد حوربت منطقتتا من قبل السلطات المحلية الحاكمة في المحافظة حينها .
للعلم مدارس ميفع تعاني من ضعف البنية التحتية في ،كذلك تعاني من ازدحام الطلاب في الصفوف بسبب قلة الصفوف وعدم قيام الجهات المسئولة ببناء مدارس جديدة للتخفيف من الازدحام في المدارس ،رغم انه تم العمل في بعض المدارس الجديدة لكن للاسف الشديد لم يتم استكمالها ولا ندري ماهي الأسباب التي ادت الى تعثر العمل فيها ،انا من خلال مقالي هذا المتواضع اناشد مدير مكتب تربية ساحل حضرموت ان يأتي لزيارة مدارسنا لاسيما مجمع بلقيس للبنات وثانوية ميفع للبنين ومدرسة سبتمبر للاطلاع عن كثب عن المعاناة التي نعانيها في مدارسنا لعله يقوم بمعالجتها ،وهي بسيطة وليست تعجيزية نريد ظلات لطلابنا وبعض الصفوف للتغلب على الإزدحام الذي تعيشه المدارس ،ياترى هل سيستجيب مدير التربية بالساحل ويزور مدارس ميفع ؟ الأيام القادمة هي ستجيب على هذا السؤال حقيقة مدارس ميفع تستغيث فهل من مجيب ..!؟