شعب الجنوب في مرمى نيران الحروب
تاريخ النشر: الثلاثاء 18 يوليو 2023
- الساعة:14:16:12 - الناقد برس_كتب_علي حسن زكي
جملة من الحروب تستهدف شعب الجنوب وفي شتى مجالات حياته:
الحرب العسكرية وما يجري من استعدادات وتحشيد ومواجهات على حدود محافظة الضالع البطلة واستعدادات وتحشيد على حدود محافظات لحج وأبين وشبوة وتواجد قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت.
الحرب السياسية ومحاولات تقطيع أوصال الجسد الجنوبي الواحد وحيث ما شهدته محافظة حضرموت بيوم الأرض قد كان بمثابة استفتاء شعبي على رفض أبناء حضرموت تمزيق النسيج الوطني الجنوبي.
الحرب الاقتصادية وسياسة الإفقار والتجويع وتدهور أحوال الناس المعيشية والخدمية وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية والأدوية وغاز الطبخ والوقود والمحروقات وملابس الأطفال والطلاب وغيرها من متطلبات الحياة الأخرى.
مترافقاً مع التراجع المستمر والمخيف لسعر صرف العملة المحلية وبسببه واللافت الفارق الكبير بين سعر صرف الدولار (الهابط) في الشمال وسعر صرفه (المرتفع) في الجنوب، وتردي الخدمات الاجتماعية وفي مقدمتها خدمة الكهرباء وتكرار انقطاعاتها وعلى نحو ما يحدث خلال اليوم الواحد تنقطع 22 ساعة متواصلة (يوم10 يوليو على سبيل المثال) وفي فصل الصيف واشتداد حرارته وما تعانيه كل أسره وبيت جراء ذلك وما تدفعه من رسوم على أبنائها الذين يتعلمون في المدارس الأهلية والتعليم الجامعي الموازي وتكاليف الرقود والعلاج في المستشفيات الخاصة على شحة إمكانياتها وقلة ما باليد.
وخدمة المياه حيث صاروا أبناء الحوطة عاصمة محافظة لحج يعتمدون في الغالب على مياه الآبار الارتوازية التي حفرها فاعلو الخير في حارات الحوطة.
الحرب الأمنية وعنوانها الأبرز الجريمة المنظمة التي يتم الإعداد والتحضير والتهيئة لها وتستهدف حياة الفرد والمجتمع والإخلال بالأمن والاستقرار والسكينة العامة وإرهاب الناس وأسرهم وزرع حالة القلق والخوف والرعب في أوساطهم، والاستيلاء على الأملاك العامة والخاصة بالقوة وانتشار الظواهر الضارة بالمجتمع وفي مقدمتها ظاهرة الفساد وظاهرة الثأر وظاهرة تهريب الأفارقة وظاهرة المخدرات وما في حكمها، وهي من المحرمات وتؤثر على الأجيال والعقول وتؤدي بمن يتعاطاها إلى ارتكاب الجريمة والفاحشة وهو في حالة اللاشعور.
الجريمة غير المنظمة وما ينتج عنها من أفعال جنائية ودون الحاجة للخوض فيما هو معلوم.
الحرب الإعلامية ورديفها حرب الإشاعات وهي تسبق وترافق كل تلك الحروب وتهيئ وتسوّق لها.
لما سلف: لا شك أن الوضع المؤلم المفروض على شعب الجنوب نكاية بالانتقالي أيضاً، لقد بلغ السيل الزبى وحال الناس جحيم لا يطاق منتظرين على أحر من الجمر لحظة إنقاذهم ولا ريب في ذلك.