كتب /ناصر التميمي
كثيرة هي الملفات الملقاة على عاتق محافظ حضرموت ومنها ملف الخدمات كالكهرباء والمياة والتعليم والصحة والرواتب ،وملف الوادي الذي مازال يرزح تحت وطأة الإحتلال اليمني ،بالإضافة الى ملف النزوح الممنهج الذي يشكل خطورة على مستقبل حضرموت و القادم من العربية اليمنية دون حسيب ولا قريب ،كل يوم يصل إلى مديرياتها المئات من الأسر اليمنية تحت حجة النزوح كما يدعون والطامة الكبرى انهم يأتون إلى بلادنا زرافات من مناطق لاتوجد فيه اي معارك ،وهذا يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها من هذه الأمواج البشرية الذين اغلبهم من فئة معينة وهي فئة الشباب .
سبق وأن كتبنا عن هذا الملف الشائك والذي يمثل خطورة كبيرة على مستقبل الجنوب من هذا التغيير الديمغرافي الحاصل اليوم نتيجة الزج بالملايين من أبناء العربية اليمنية إلى حضرموت وأغلب محافظات الجنوب لتنفيذ اجندات القوى اليمنية ،التي تستغل ملفات النزوح كما يسمونه لتنفيذ اجندتها الخبيثة ضد حضرموت والجنوب الذي يناضل من أجل استعادة الدولة المسلوبة .
ما قاله سيادة المحافظ مبخوت بن ماضي يوم امس الأول في المقابلة المتلفزة التي بثتها قناة الغد المشرق ،والذي كشف عن أن عدد النازحين في حضرموت مليون ونص نازح يمني ،وهو عدد كبير جدا يفوق سكان المحافظة نفسها ،ونحن هنا نسأل هل هذا العدد المهول هم نازحين أم خلايا نائمة ؟ تنتظر ساعة الصفر ،هذا لا يقبله أي عاقل وأنما هناك أطراف وقوى لها مصالحها من الزج بالملايين من اليمنيين لإحداث تغيير ديموغرافي في الجنوب من انصهار هذه الفئات بين السكان الأصليين لطمس الهوية الجنوبية في المستقبل كما يخطط الأعداء .
حضرموت عانت ومازالت تعاني من موجات النزوح التي مازالت مستمرة رغم أن الحرب قد وضعت أوزارها في العربية اليمنية ،فقد سببت موجة النزوح الممنهج ضغط كبير على الخدمات في المحافظة كالكهرباء والمياة والتعليم والصحة مما انعكس سلبا على حياة المواطن الحضرمي الذي لا حول له ولا قوة رغم أنه صاحب الأرض والثروة ،الذي يعيش حياة الفقر والبؤس بينما عائدات ثوراته تذهب في وضح النهار لمن جاء، على ظهر الدبابة ومن جاء اليوم بإسم النزوح والذين يتقاسمون الوظائف ويستلمون رواتب بالدولار تحت حجج واهية بغطاء النزوح.
طبعا من أهم الملفات التي تشكل خطورة على الجنوب هو ملف النزوح ،وعلى قيادتنا السياسية في المجلس الانتقالي أن تأخذ هذا الملف بعين الحسبان وتتخذ اللازم لتنظيم هذه الملف الشائك، ولا تترك الحبل على الغارب كما يقول المثل اذا كان في حضرموت وحدها مليون ونص ،فكم سيكون عددهم في العاصمة عدن والمهرة التي تشهد كل ولادة أكثر من أربعين امرأة يمنية مقابل 4 نساء من السكان الأصليين فما بالكم بعد عشر سنوات اذا استمر الحال على هكذا ستذوب الهوية الجنوبية وستطغى عليها اليمننة ،ولهذا سجند أنفسنا بين احتلال جديد قد تجذر ونبت وتفرع بين أوساط المجتمع الجنوبي ،عندها لاينفع الندم بعد أن يقع الفأس في الرأس .
هناك تغيير ديموغرافي يجري في حضرموت لا احد ينكر ذلك ،ففي وادي و صحراء حضرموت شيدت مناطق تحمل الهوية اليمنية من قبل النازحين ،وان لم يتم وضح حد لهذا فإن القادم سيكون مخيف ومقلق على مستقبل حضرموت ،وانا شخصيا اعتقد هذا الملف لن ينتهي الا بعد تحرير الوادي وإعادة الحق لأهلة عندها سيتم وضع ضوابط وقوانين تنظم هذه العملية ،التي باتت مأساة على مستقبل حضرموت المنطقة المسالمة .