كتب / محمد علي محمد أحمد
ليس بجديد ما سأضعه بين أيديكم من خلال هذه السطور ، و التي سبقتها الكثير من المقالات و التوضيحات والمناشدات ، بل و تعدى ذلك كله بكثير ، من خلال التظاهرات والمطالبات والوقفات الإحتجاجية التي خاضتها نقابات عمال شركة النفط عدن ومعهم كل الشرفاء من أبناء عدن ، مدافعين عن واحدة من أهم مرتكزات اقتصاد مدينتهم ، عن منشأة استراتيجية ذات خزن استراتيجي للوقود و ميناء نفطي ذو سمعة عالمية ، يرفد خزيتها بالأموال الطائلة من العملات الأجنبية من خلال تزويد السفن العالمية بالوقود ، و كان صمام أمان لاستمرار الخدمات بعيداً عن شبح الأزمات ، إذ يغذي ما تحتاجه المدينة من وقود خاص لتشغيل مولدات الكهرباء و مضخات المياه و المستشفيات و المصانع و كافة الخدمات المرتبطة بمعيشتهم اليومية ، و كذا تغطيتها للسوق المحلية لتعبئة المركبات و سائر الإحتياجات ، بل و كانت ترفد المحافظات المجاورة بما تحتاجه من وقود ، تحت إشراف مشغلها و مالكها شركة النفط الوطنية التي كان ذلك اسمها قبل العام ٩٠م ، شركة النفط اليمنية فرع عدن حالياً .
ظلت الشركة تقدم خدماتها بكل مسؤولية و تفانٍ و بنظام عمل متزن و خدمات راقية و بمواصفات توازي الشركات العالمية ..
و لم تنجو الشركة العملاقة بعد العام ٩٠م
من التآمر و التهميش و التقييد في صلاحياتها و مهامها ، وما طالها من عبث ممنهج خبيث و ذلك لإضعافها ولتقليم أظافرها ، و تسليم مهامها للمتنفذين والتآمر على أصولها و منشآتها الهامة ، حالها كحال الكثير من المؤسسات و الشركات الوطنية الرائدة ، بل تم استهداف الوطن الجريح في الجنوب جراء حرب صيف ٩٤م ، التي كانت خير دليل على وحشية و حقد نظام صنعاء و طعناً في الجسد الذي ظننا أنه واحداً ، و لا يخفى عليكم ما حل به من تآمر آثم و تدمير ممنهج طال كل بنيته التحتية من شركات و مصانع و مؤسسات في شتى المجالات ، و جودة عالمية في جميع المنتجات .
و اليوم و بالرغم من كل فصول مسلسل التدمير المستمر الآثم ، ظلت و ما زالت شركة النفط عدن ثابتة ثبوت الجبال الراسيات تقاوم رياح الشر العاتيات بفضل وعي قيادتها و إخلاص و وفاء كافة كوادرها و عمالها و موظفيها و صمودهم البطولي للحفاظ على كل أصول الشركة و الدفاع عنها بعزم و حزم .
و في ظل هذه الظروف المفصلية الحساسة و المتغيرات السياسية ، يحاول العابثون بشتى الوسائل و باستماتة الانقضاض على الشركة مستخدمين كافة أدواتهم عبر المتنفذين و بتواطئ من بعض عديمي الضمير ، مستغلين انشغال بعض القيادات السياسية التي نعول عليها بخلافات سياسية جوهرية في الوقوف بقوة ضد كل من يحاول المساس بأصول ومنشآت عدن ، و إرباك الشارع و إدخاله في حرب نفسية و معيشية متعمدة التي أرهقت كاهل مواطني عدن والمحافظات الأخرى،
لذا بات من الواجب علينا جميعاً الوقوف و بقوة و عدم التفريط بكل أصولنا و مواردنا الهامة و مؤسساتنا وشركاتنا العملاقة و منها شركة النفط عدن و التي تمثل الرئة التي يتنفس بها أبناء عدن الطيبين ، والقلب النابض لاستمرار الحياة في مدينة كانت و لابد أن تبقى كما عهدها أبناؤها على مر العصور ، جوهرة مفعمة بالجمال و البهاء والنور ، وحاضنة للعلم والثقافة و التنوير ، و منطلقاً للأحرار والثوار و أرباب الفكر والتغيير .
و هنا أؤكد و بثقة مطلقة على الرغم من كل الظروف والهموم والمعاناة التي لربما من شدة ثقلها على كاهل الموظف والمواطن قد تفضي لبعض الفتور ، إلا أنه في لحظة فارقة وحاسمة ، سيتصدى كل الشرفاء و بلا هوادة لكل أصحاب المشاريع الضيقة والمصالح الخاصة و الذين باعوا الوطن وفرطوا بالأمانة .
لذلك و بدون أدنى شك ، و بشموخ يرفض الذل والإهانة و صوناً للمنشأة الحيوية الإستراتيجية و أثرها البالغ في العيش بعزة و كرامة ، فإن كل موظف مخلص و كل مواطن حر لن يألوا جهداً في الدفاع بكل وسيلة قانونية و حقوقية متاحة و بولاء مطلق عن مصدر رزقه و مكتسباته والسبيل لأمنه واستقرار خدماته دون تفريط أو تسويف أو خيانة ، و بكل إيمان و توكل على ربٍ عظيم عادل ، ناصر للحق رافع للظلم و الباطل ، ثم بكوادر وعمال و موظفي شركة النفط عدن وقيادتها الحالية الداعمة لحماية أصولها الثابتة بل والمتطلعة لكل ما من شأنه الإرتقاء بالشركة لمواكبة كل جديد ، و توسعة و تطوير نشاطها و تسهيل خدماتها للمواطنين ،
كما لا يفوتني أن أحيي الدور الكبير الرائد الذي لعبته نقابتها العريقة الوطنية التي خاضت طوال سنوات مضت وما زالت دون كلل أو ملل في سبيل الحفاظ على أصول الشركة الوطنية الخدمية و التي سجلت مواقف بطولية في الساحات و حققت الكثير من المنجزات سواء على صعيد الثوابت الأساسية المتمثلة في الدفاع عن أصول الشركة أو فيما تحقق لموظفيها من مكاسب حقوقية .
و أدعوا الجميع و بدون استثناء وبعيداً عن أي خلافات أو ركوباً على موجة الصراعات ..
أيها المحسوبين علينا قيادات رئاسية و حكومية و مسئولين و رجال القضاء و العدالة و النيابة و قادة عسكريين و سلطات محلية و هيئات حقوقية و منظمات المجتمع المدني و سائر المواطنين
إلى محبي العاصمة عدن الحبيبة
إلى من بقي في وجوههم قطرة ماء
أحموا حقوقكم فوالله إنه عار عليكم
استعيدوا نشاط منشآتكم و مؤسساتكم
قبل القفز إلى مطلب استعادة دولتكم
فالدولة تقام على اقتصاد متين لا بكم
و ما عداه مضيعة فاحترموا أنفسكم
.