أصدر حزب الخضر الجنوبي بيانًا هامًا يعلن فيه تأييده الكامل للدعوة التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي لإقامة اعتصام جماهيري مفتوح في العاصمة عدن. هذا التأييد ليس مجرد موقف سياسي عابر، بل يمثل تجسيدًا لالتزام عميق بمبدأ أساسي هو حق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره، وهو المبدأ الذي طالما ناضل من أجله أبناء الجنوب العربي.
إن بيان حزب الخضر الجنوبي، الذي عبر فيه عن مساندته لقرارات المجلس الانتقالي الجنوبي، يأتي في سياق إقليمي ودولي معقد. الحراك السياسي الشعبي الجنوبي يرتكز على رؤية واضحة تتمثل في استعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل عام 1990، أو على الأقل الحصول على صيغة حكم ذاتي واسعة تضمن سيادة أبنائه على مواردهم وقراراتهم.
الإعلان عن اعتصام جماهيري مفتوح هو أداة ضغط سلمية تقليدية لكنها فعالة، تهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي والهيئات الإقليمية إلى إرادة الشعب المعبّر عنها في الشارع. دعم حزب الخضر لهذا التحرك يضفي شرعية شعبية وسياسية إضافية على الدعوة، خاصة وأن حزب الخضر يمثل قطاعًا من النسيج الاجتماعي والسياسي الذي يعنى بقضايا السياسة والبيئة والتنمية المستدامة، مما يوسع قاعدة الدعم المعلنة للقضية الجنوبية.
يستند التأييد الصادر عن حزب الخضر الجنوبي إلى قناعة راسخة بأن المسار السياسي الحالي في اليمن لم يحقق التطلعات المشروعة لشعب الجنوب. فمنذ اتفاقيات الوحدة وما تبعها من أحداث، ظل الجنوب يواجه تحديات اقتصادية وأمنية وسياسية، يراها الكثيرون نتيجة تهميش ممنهج.
الإشارة إلى "حق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره" في بيان الحزب ليست مجرد شعارات، بل هي مطالبة دستورية وقانونية تستند إلى سوابق دولية تتعلق بحق الشعوب في تقرير مصيرها، خصوصًا في سياق الدول التي مرت بتجارب وحدوية لم تحقق العدالة المأمولة لأطرافها.
دعم الاعتصام يعني التحول من العمل السياسي المكتبي إلى التعبئة الجماهيرية، وهي خطوة تعكس قناعة بأن الحلول يجب أن تُفرض عبر إظهار الإرادة الشعبية الكاسحة. اختيار العاصمة عدن كمركز للاعتصام له دلالات رمزية عميقة. عدن هي العاصمة السياسية والقلب الاقتصادي والتاريخي للجنوب، وتمثل واجهة القضية الجنوبية أمام العالم.
إنجاح اعتصام مفتوح في عدن، بتأييد من مكونات سياسية مختلفة مثل حزب الخضر والمجلس الانتقالي، يرسل رسالة واضحة بأن هناك جبهة جنوبية موحدة نسبيًا حول الهدف الأسمى، وهو تحديد مستقبل الجنوب. هذا التوحد، حتى لو كان في حدود تأييد تحرك معين، يمثل قيمة استراتيجية في بيئة سياسية يكثر فيها التشرذم والانقسامات الداخلية.
من الناحية التكتيكية، يُعد الاعتصام الجماهيري المفتوح وسيلة فعالة لـ "تجميد" المشهد السياسي مؤقتًا والضغط من أجل إعادة فتح ملفات معينة أو تسريع مفاوضات. في ظل تعطل العملية السياسية الشاملة في اليمن، تصبح مثل هذه التحركات الشعبية ضرورية لإبقاء القضية حية على الأجندات المحلية والإقليمية.
دعم حزب الخضر لهذا التحرك يضمن أيضًا استقطاب فئات جديدة من المجتمع. إن نجاح الاعتصام في تحقيق أهدافه يتطلب دقة في تحديد المطالب والتوقيت، لضمان عدم استغلال الموقف من قبل أطراف خارجية أو داخلية تسعى لتقويض المكتسبات.
*في الختام، يمثل بيان تأييد حزب الخضر الجنوبي للاعتصام الجماهيري المفتوح الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي، خطوة هامة نحو تعميق الجبهة المساندة لحق تقرير المصير الجنوبي. هذا الدعم يضفي بعدًا أوسع للحراك، ويؤكد أن المطالب تتجاوز النطاق السياسي الضيق لتشمل قضايا مجتمعية أوسع. إن نجاح هذا الاعتصام، المدعوم بهذه التشكيلات المتنوعة، سيعيد التأكيد على أن إرادة شعب الجنوب العربي هي القوة الدافعة والفيصل في تحديد مستقبله السياسي والتنموي.*
صادر عن:
أ/ علي حسن سيف محمد
رئيس حزب الخضر الجنوبي
#دوله_الجنوب_العربي