تقـرير/ عبدالقـوي العـزيبي.
لقــــــد انتشـــــرت في مديرية تبن الشرقية من محافظة لحج، ظاهرة خطيرة عبارة عن أنشاء هناجر الدواجن وبشكل مفرط جداً امتداداً من منطقة الفيوش وحتى منطقة المجحفة، وتحّول عدد من الأراضي الزراعية إلى مساحات لهناجر الدواجن التي جزء منها يقع بالقرب من التجمعات السكانية، وبروز اصوات المواطنين بالشكاوي من مخاطر الدواجن نتيجة تلوث البيئة من انبعاث الروائح الكريهة المزعجة، وانتشار الحشرات الضارة، وكذا ماتحدثه تلك الهناجر من اضرار على التربية نتيجة مخلفات الدواجن لما يستخدم لها من مواد قد يكون بعضها كيماوية، وايضاً مايعانوه المواطنين من الضوضاء المزعجة عن تلك الهناجـر، بالأضافة إلى انتشار الكلاب المسعورة التي تتغذاء على بقايا الدجـاج الميت.
بطلب من أهالي المنطقة يسلط "الناقـــد بـرس" الأضــــواء على هذه الظاهـرة تـــزامناً مع دخول فصل الشتاء الذي تكثر فيه الأمـراض والأوبئة.
انتشـار الأمـراض:
إذ يتخوف المواطنين من انتشار الأمراض نتيجة قـرب تواجد بعض هذه الهناجر من مساكنهم بمسافات لاتبعد عنها كثيراً، وخصوصاً أن الـدواجن "الطيور" احد اسباب مرض الانفلـونزا، وكذا مايصدر عن الهناجر من روائح مزعجة كريهة تؤثر على عملية التنفس عند المواطنين ومايحدث عنها من التحسس الجلـدي والـربـؤ الصدري عند كبار السن والأطفال، كما ان لهناجر الدواجن مخاطر اخرى منها انتشار الحشرات، والقوارض، والفيران والثعابين، حيث يشكو اهالي المناطق القريب من الهناجر من انتشار الحشرات الصغيرة في المساء التي تلسـع اجسادهم وتحدث فيها التحسسات والحكة وخصوصاً عند الأطفال، بالاضافة الى تفشي الـروائح الكـريهة المـزعجة ليلاً من التي تنبعث من مخلفات الدواجن.
التلـوث البيئي:
كما أن من مخاطر الهناجر التلوث البيئي نتجية تسرب مخلفات الدواجن الى باطن الأرض وتلوث المياه الجوفية إذ تقع معظم الهناجر بالقرب من الابار، وهذه المخلفات تؤثر على التربة وتلوثها وانعكاسها السلبي على النباتات والحيونات والإنسان، علماً لا توجد رقابة حكومية على عملية التخلص من مخلفات الدواجن بطريقة آمـنة وصحية.
انعدام الـرقابة:
وعند زيارة بعض الهناحر تجدها تفتقر لوجود معايير السلامة والصحة العامة، وايضاً لا توجد اجراءات وقائية تقوم بها جهات الاختصاص الحكومية ولو في الشهر مـرة، ولهذا تجد أن الروائح الكريهة تزعج المواطنين في معظم الاوقات وتحديداً بكثرة ليلاً، مع انتشار الحشرات الصغيرة اللاسعة في المساء، نظـراً لعدم وجود رقابة دورية واجراءات وقائية صحية على هذه الهناجر من قبل جهات الاختصاص على مستوى المحافظة او المديرية، وللأسف تقوم بعض الجهات الحكومية النزول إلى هذه الهناجر واستلام رسوم مالية شهرية وسنوية بمسميات عديدة منها رسوم محـلية، ضرائب، مـزاولة مهنة، بيئية، صحية، زكـوية، وغيرها.
توعـية مفقـودة:
أن ظاهرة انتشار الهناجر بالقرب من التجمعات السكانية يؤكد على عدم تواجد الدولة وكما يقال ترك الحبل على القارب، بل بعض الجهات تنفي موافقتها على أنشاء هذه الهناجر بالقرب من التجمعات السكانية وتحّمل المسؤولية القانونية على جهات اخـرى، وبما أن وجود هذه الهناجر على الأرض هو امـر واقـع لا مفر منه إذ يفترض على الجهات الرسمية ذات الاختصاص أن تقوم بعقد دورات او ورش لتوعية للأهالي القريبين من هذه الهناجر بالمخاطر المحتملة والاجراءات الوقائية، كون التوعية تعمل على التقليل من مخاطر الـــدواجن والحد من انتشار الأمراض.
انتشار السـرطان:
ويـرى بعض الأهالي مع انتشار هناجر الدواجن وتحديداً عقب حرب 2015م، انتشار كبير لمرض السرطان على مستوى مديرية تبن، وأن انتشار هذا المرض في تزايد مستمر ولا تعرف اسباب انتشاره!، إذ يتخوف الناس من المواد الكيماوية التي تستخدم عمليات غسل الهناجر، وايضاً مواد خطيرة في تغذية الدواجن لغرض نموها السريع وتكاثرها وبيعها في الأسواق بهدف الثراء الفاحش ولو على حساب سلامة وصحة المواطن في ظل غياب الرقابة الحكومية على هذه الهناجــر.
كلاب مسعـورة:
وتشهـد المنطقة في فترات المساء انتشار الكلاب المسعـورة التي تعتمد في تغذيتها على الدجاج الميتة من هناجر الدواجن، مما يزيد ليلاً من خطورتها على عامة الناس، وماتحدثه من ازعاج نظراً لارتفاع اصـواتها، وتشكل نهاراً خطراً على الأطفال عند خروجهم من منازلهم او عند ذهابهم إلى المدارس.
مبيـدات ضـارة:
كما تستخدم مبيدات مختلفة في هناجر الدواجن والخطر في حال عدم استخدامها بطريقة آمنه فتحدث تلوث البيئة، وايضاً لها تاثيراً على صحة الإنسان، مما يتطلب استخدامها بطرق آمنة وفعاله من خلال اتباع الإرشادات والاحتياطات اللازمة، إلّا أن هذا الأمر لا يتم في معظم الهناجر نظـراً لغياب الرقابة الحكومية والوازع الديني عند بعض القائمين على الهناجر.
قضية رأي عام:
أن انتشار ظاهرة هناجر الدواجن في مديرية تبن الشرقية لها مخاطر كبيرة حالياً ومستقبلاً على الإنسان والأرض والحيوان والبيئة، ولقد قامت قناة السعيدة في برنامج صدى الاسبوع نهاية شهر اكتوبر بتغطية خبر ظهـــــور مرض غريب عند عدد من المواطنين القريب من منازلهم تلك الهناجر، مما يتطلب من المجتمع المحلي وفي ظل صمت الجهات الحكومية عن القيام بواجبها الوطني والإنساني والأخلاقي، أن تتحول هذه الظاهــرة المخيفة إلى قضية رأي عام لما لها من اضرار ومخاطر كبيرة على صحة عامة الناس والبيئة في المحافظة.