بقلم/ د. أنور الصوفي
عندما تكون النفوس كبارًا تتعب في مرادها الأجسام، ويحتار من يرافق تلك النفوس الكبار في كيفية التعامل معها.
في ليلة من ليالي شتاء لودر الباردة حللنا ضيوفًا على صاحب الكرم الطائي الدكتور حسين فضل في مدينة لودر الباردة والجميلة التي تفتقر لأبسط الخدمات الحكومية كالطريق والكهرباء، وكأنها مدينة لا سلطة فيها إلا أنها تظل مدينة حيوية تعج بالحياة في ظل غياب السلطات المحلية، فيظل رأس المال يحركها وتظل مدينة تنبض بالحياة ويشار إليها بالبنان، فعلى الرغم أن الدكتور حسين فضل كان ضيفًا فيها إلا أنه أبى ألا أن نكون ضيوفه في مطعم الجزيرة الراقي الذي يتميز بأشهى المأكولات الشعبية، فغمرنا الدكتور بكرمه حتى ظننا أنه هو الكرم عينه.
خرجنا من شقتنا يكاد يصرعنا البرد، وعدنا وقد ذهب البرد واستمتعنا بدعابات الدكتور حسين الذي لا يمل حديثه.
إذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام
كأن هذا البيت الشعري قد قيل في الدكتور حسين فضل الهيثمي الذي أبى ألا أن يكون مضيفًا لنا وكان المفروض أن يكون هو الضيف المكرم، ولكن جينات الكرم تحركت عنده، فأبى ألا أن يكون هو المضيف لنا، فلله دره.
يتميز الدكتور بدعاباته التي لا تمل، ففي ليلة باردة في لودر وبدفء وجود الدكتور حسين مضت تلك الليلة سريعة وجميلة كجمال روحه، فتحية له في كل وقت وحين.