أيها الشعب: مالي أراكم قد تعودتم على قطع رواتبكم وكذا على قطع كل الخدمات عنكم، مالي أراكم وقد استكنتم، ولم تستطيعوا أن تحركوا ساكنًا، زروا ولا تقولو قدها آخر زرة.
لقد بلغ الظلم مبلغه، ووصلت المعاناة إلى حدها الأقصى، فمالي أراكم بهذا الهوان وهذا الذل؟ فهيهات منكم الذلة، فمالي أراها اليوم تعتريكم؟ انتفضوا واكسروا قيود الخوف التي كُبلتم بها؟
اليوم الكهرباء في عدن وما جاورها من المحافظات صفر ميجا، والرواتب ثلاثة أشهر وأكثر ولا ريال، فكيف تعيشون؟ كيف تستمتعون بالعذاب؟ هل مسكم الضر جراء قطع الراتب والخدمات؟ فعدن لم يمر عليها ذل كما تمر به اليوم، فأين الأحرار؟
الكل هرب وترك المواطن يصارع البقاء بدون راتب ولا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي، المجاري تتدفق في الشوارع، والجوع يقتل الفقراء، الأمراض تنتشر والموت يعم المدينة بسبب عدم قدرة المرضى على شراء الأدوية للأمراض المزمنة.
في الأوطان الحرة عندما تعم الأزمات يعود المسؤولون إلى أوطانهم ويقطعون زياراتهم، ونحن في هذا الوطن البائس عندما انقطع كل شيء هرب المسؤولون، ليستقروا في فنادقهم وفللهم وقصورهم في الخارج، فاللعنة على من هرب من المسؤولين، وعلى من صمت وعلى من استمتع بالعذاب والذل، واللعنة على من بقي من المسؤولين ليسرق ما تبقى لنا من فتات.