على سبيل ترحيب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بانضمام مناطق من محافظات تعز ومأرب إلى الخارطة الجغرافية والسياسية لدولة الجنوب الفيدرالية القادمة، أعتقد أن هذا الانضمام لا يقتصر على مناطق تعز ومأرب فقط، بل سيشمل جميع المناطق اليمنية الواقعة تحت سلطة الشرعية اليمنية المسماة بالمناطق المحررة من سيطرة ميليشيات الحوثي. هذا يعني أن هناك تفاهمًا إقليميًا ودوليًا على حل الدولتين كحل نهائي ووحيد، دولة في اليمن ودولة في الجنوب بحدود ما قبل 22 مايو 1990م.
لكن ولأن هذا الحل لن تقبله ميليشيات الحوثي لطموحهم الكبير في حكم اليمن والجنوب في إطار دولة واحدة، وكذلك رفض المناطق اليمنية المحررة العودة إلى تحت حكم وسيطرة ميليشيات الحوثي في دولة واحدة بحدود ما قبل عام 1990م، وأيضا عدم رغبة دول التحالف والإقليم والعالم تسليم المناطق اليمنية المحررة إلى الحوثيين دون رغبتها، فإنه وللوصول إلى تسويات سياسية نهائية، سيُفرض وبالقوة حل الاعتراف بدولة الجنوب المستقلة وستشمل جغرافيتها كل محافظات الجنوب مضافًا إليها المناطق اليمنية المحررة.
بعد الاعتراف الأممي بدولة الجنوب المستقلة، وفي حال استطاع اليمنيون مستقبلا القضاء على حكم المليشيات الحوثية وتحرير اليمن من قبضتهم، وكان النظام الجديد المسيطر على دولة اليمن المستقلة بعد حكم الحوثيين هو نظام مرغوب فيه عربيًا وإقليميًا ودوليًا ومؤيد من قبل أبناء المناطق المحررة، فإنه من حق هذا النظام اليمني الجديد مطالبة الأمم المتحدة باستعادة المناطق اليمنية التي سبق وانضمت إلى دولة الجنوب المستقلة.
بكل تأكيد، لن يكون هناك أي اعتراض جنوبي على عودة تلك المناطق اليمنية وبناءً على رغبة أبنائها إلى دولتهم اليمنية المستقلة بحدود ما قبل عام 1990م، كما أن هذا النظام اليمني الجديد لن يستطيع المطالبة بدولة يمنية موحدة، كون الجنوب حينها قد صار دولة مستقلة وباعتراف أممي .
عادل العبيدي