الحملات الإعلامية الممنهجة التي يتعرض لها المجلس الانتقالي عبر وسائل التواصل لا تستهدفه ككيان فقط ، ولا تستهدف اصلاح تصويب الأخطاء والإجراءات التي ترافق عمله بل تستهدف طمس القضية الجنوبية ومحوها وطنيا وسياسيا من الوعي الجماهيري
وسائل التواصل الاجتماعي من ساحات هذه الحرب وهذا يلقي على النخب الجنوبية مسؤولية القيام بواجبهم ليس دفاعا عن المجلس الانتقالي بل دفاعا عن القضية الوطنية الجنوبية ، فمسؤوليتهم رئيسية في بناء وعي ثقافي جنوبي يصد تلك الحملات ويكشف خبثها بالاعتماد على استراتيجيات ووسائل فعالة لتحقيق الأهداف الوطنية الجنوبية
بموازاة تلك المسؤولية تقع عليهم مسؤولية نقد الأخطاء التي ترافق عمل الانتقالي ولا يجعلون الدفاع عنها دفاعا عن المشروع الجنوبي ، ولا ان يصمتوا عن نقدها فالصمت يترك مجالا أن يستغلها الإعلام الآخر ليس ضد الانتقالي ككيان بل ضد القضية الجنوبية
إن مواجهة تلك الحرب الاعلامية تتطلب وعياً سياسياً متقدماً وتعاوناً بين القيادات السياسية والمجتمع المدني والإعلاميين لإفشالها وتعزيز الثقة بين أبناء الجنوب وفي ظل التغيرات المتسارعة حيث تظل مواقع التواصل سلاحا مع / ضد ، ويمكن استغلالها لصالح الهوية الثقافية الجنوبية إذا ما استخدمت بوعي وبإشراف المثقفين والمؤسسات الثقافية
إن هذه الشبكات غيّرت سلوكيات حياتنا بما وفّرته من تخطّي حواجز الزمان والمكان ، فاتسعت صداقاتنا وعداواتنا واتفاقنا واختلافنا بما مدّتنا وتمدّنا به من سعة وانتشار ، ومع كل ذلك فهي غير دقيقة فليس كل ما نقرأه فيها صحيحا بل مخلوطا برغبات واتجاهات من يكتبون ، وبالاجندات التي يؤمنون بها ، فتجد فيها اراء وكتابات وتحليلات موضوعية لكن دائما مايسود التعصّب في اغلب مناكفاتها وملاسناتها بالباسها ثوب الموضوعية والمصداقية وقل ما تجد لهما مكانا في تلك المناكفات وهو مظهر من مظاهر الاستقطاب سواء سياسي أو غيره الذي ينتج عن تفاعل وصراع بين القوى الاجتماعية والسياسية اولاً ثم تعكسه شبكات التواصل الاجتماعي وتُعززه وتوسّعه في أوساط المجتمع .