بدأت هيئات دولية ومنظمات حقوقية بإطلاق تحذيراتها من تداعيات الصراع المتصاعد بين إسرائيل وجماعة الحوثي على الوضع الإنساني الهش أصلا في اليمن وأثره المدمر على البنى التحتية اليمنية الضعيفة أصلا، وغير القادرة على الاستجابة للمتطلبات الأساسية للسكان.
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، في بيان إن السكان المدنيين المنهكين في اليمن يفقدون أحباءهم ويعانون من التدهور المستمر للبنى التحتية المدنية.
وأضافت اللجنة في حسابها على منصة إكس أن “اليمنيين بحاجة إلى هدنة من الأعمال العدائية، لا إلى دوامة لا تنتهي من التصعيد”.
وأكد البيان أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر “تظل ملتزمة بمساعدة المتضررين من النزاع، بما في ذلك دعم المرافق الطبية”.
وأردفت بالقول “قدمت اللجنة الدولية الخميس للمرافق الطبية في صنعاء مجموعة علاجية لعلاج المصابين”.
وكررت اللجنة التأكيد على أن القانون الدولي الإنساني يوجب اتخاذ الحيطة الدائمة لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية الحيوية آثار العمليات العسكرية.
وهزت الخميس الماضي انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء، إثر سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مواقع متفرقة من بينها منشآت مدنية، خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وذكرت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا أن القصف أسفر عن مقتل وجرح العشرات بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر حجم الدمار الذي لحق ببعض المنازل في حي الرقاص بصنعاء، وحالة الهلع التي أصابت السكان وشدّة الانفجارات الذي تسبب بها الهجوم الإسرائيلي.
وصعّدت إسرائيل بشكل كبير من ردودها على صواريخ الحوثيين ومسيّراتهم باستخدام قوة نارية أكبر مستهدفة منشآت عسكرية ومدنية على حدّ سواء ومحدثة دمارا كبيرا فيها بات ينعكس بشكل مباشر على حياة السكان الذين يعانون أصلا مصاعب حياتية يومية جرّاء ندرة السلع الأساسية وسوء الخدمات، الراجع في جزء كبير منه إلى سوء حالة المرافق والبنى التحتية التي أصبحت القوات الإسرائيلية تتعمّد استهدافها لتعقيد مهمّة جماعة الحوثي في إدارة شؤون المناطق الخاضعة لها.
ومثّل القصف المتكرّر لميناء الحديدة واستهداف مطار صنعاء الدولي ومحطات الطاقة الكهربائية نموذجا عمليا عن التكتيك الحربي الذي تعتمده إسرائيل في مواجهتها ضدّ الحوثيين.
كما يعكس التزايد في أعداد القتلى جرّاء الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة وغيرهما من المدن والمناطق، العنف والتوسع في رقعة الاستهداف واقترابه من مناطق مأهولة بالسكان، الأمر الذي يفسّر حالة الخوف التي أصبحت تعقب كل هجوم حوثي بالمسيرات أو الصواريخ على مناطق في الداخل الإسرائيلي.
واعتاد الحوثيون التكتّم على الخسائر التي تخلفها الغارات الإسرائيلية بهدف الترويج إثر كل غارة لنجاحهم في “صدّ العدوان وإفشاله” لكنّهم أصبحوا يركزون في بياناتهم على الخسائر البشرية لبيان أن الدولة العبرية تستهدف المدنيين.
ويقول الحوثيون إن استهدافهم لإسرائيل وكذلك تعرضهم لخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر يأتيان دعما للفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إسرائيلية بالغة الدموية والعنف في طقاع غزّة.
لكن خصوم الجماعة ومنتقديها من اليمنيين يقولون إن ما تقوم به جزء من حسابات إيران في المنطقة ولا علاقة له بقضايا اليمن وفلسطين، وأن تصرفاتها عبارة عن سلوكات متهورة تدخل البلد الضعيف والمنهك اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا في صراع غير متكافئ ضدّ أطراف تفوقه قوة وتطورا في مختلف المجالات، الأمر الذي يجر عليه المزيد من الدمار والخسائر ويرتّب على سكانه المزيد من المآسي دون أن يكون لما تقوم به الجماعة أي فائدة عملية للفلسطينيين وقضيتهم.