في لحظة فارقة من تاريخ الجنوب، يُحيي أبناء أرخبيل سقطرى ومعهم كل أبناء الجنوب اليوم الذكرى الخامسة لتحرير الجزيرة من ميليشيا الإخوان الارهابية، وحيث صادف ذلك في التاسع عشر من يونيو 2020م، اليوم الذي تحوّل فيه الحلم إلى واقع، والكرامة إلى فعل، والهوية إلى موقف لا يقبل المساومة أو البيع.
حيث تحقق ذلك النصر التاريخي بخوض أبطال القوات المسلحة الجنوبية معركة شرف كتبوا فيها صفحات من المجد، فحرروا سقطرى من مشروع إخواني حاول طمس هويتها والعبث بموقعها الاستراتيجي .. ولهذا لم يكن التحرير مجرد إنجاز عسكري، بل انبعاث حقيقي لروح الجنوب المقاوم الذي انتصر لشعبه ووطنه ، وهو ما برهنه على الواقع أن إرادة الشعوب أقوى من كل المؤامرات.
" القوات الجنوبية درع الوطن الحصين"
في وقت غابت فيه شرعية الدولة اليمنية بل تأمرت وتخلت عن مسؤولياتها في حماية سقطرى ، ولكن تصدّت القوات المسلحة الجنوبية ببسالة لا تقهر ، فكانت درعاً واقيا لسقطرى وأهلها، وسلاحا يصون القرار والإرادة الشعبية كما لعب الوعي الشعبي الجنوبي دوراً مفصليا وذلك في أفشاله المخططات الإخوانية ودعم المقاومة والقوات الجنوبية في تطهير الجزيرة من رجس حزب الاخوان اليمني.
"سقطرى من التحرير إلى النهضة"
حيث بعد التحرير، لم تتوقف سقطرى عند حدود النصر العسكري، بل اتجهت بخطى ثابتة نحو الاستقرار، التنمية، والبناء. تحت رعاية الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وبدعم القيادة المحلية والمجلس الانتقالي بالمحافظة، تحوّلت الجزيرة إلى نموذج تنموي فاعل يشهد له الجميع في الداخل والخارج.
" الشهيد طاهر علي عيسى السقطري .. وخلود الذكرى"
وفي القلب من هذه الذكرى، يقف اسم الشهيد طاهر علي عيسى السقطري، بطل الفجر الجنوبي في سقطرى، الذي ارتقى في كمين غادر دفاعاً عن الهوية والتراب وان ذكراه باقية كنبراس للأجيال، تُجسد معاني الفداء التي لا تُمحى.
"الاحتفال بهذه الذكرى رسالة صمود لا تُنكسر"
الاحتفال بهذه الذكرى هو تأكيد على أن مشاريع الإخوان سقطت ولن تعود، وأن الجنوب ماضٍ في مسيرته التحررية والتنموية بشعب لا يساوم، وبقوة مؤمنة بقضيتها، مصمّمة على بناء مستقبل آمن وعادل.
أن سقطرى اليوم ليست فقط أرضا محررة، بل قصة وطنٍ انتصر لنفسها وأنها قصة تُروى للأجيال، عن حرية لا تمنح بل تُنتزع، وعن هوية لا تُطمس بل تتوهج كلما حاولوا إطفاءها.