الداخل إلى مستشفى الجمهورية مفقود والخارج منه مولود، فعندما تدخل هذا المستشفى من أول وهلة ينتابك شعور بالحسرة على الحال الذي وصل إليه حال هذا المستشفى العريق فالطرقات فيه محفرة والأتربة والقمامات منتشرة في كل ركن من أركانه والكلاب والقطط تسرح وتمرح في ساحاته.
حديثي عن مستشفى الجمهورية سيكون محصورًا في قسمي العظام والطوارئ أهم قسمين فيه، لأن قسم الطوارئ هو الذي يستقبل كل المرضى وقسم العظام يأوي إليه كل أصحاب الحوادث.
قسم العظام حكايته حكاية فالأبواب تكاد تكون منخلة والقطط تدخل من أي مكان شاءت فيه، والنظافة فيه تحتاج إلى نظافة، والحمامات فيه غير مهيأة، فهل تصدقون أن الحنفية في أحد الحمامات تسكب الماء على مدار الساعة، والقصة كلها مجرد تغيير حنفية بألف ريال، ولكنه الإهمال يا سادة.
سألت أحد الممرضين عن اسم المدير لأناشده لإصلاح حال قسم العظام فقال إنه لا يعرف اسم المدير، وهذا دليل على الفجوة بين المدير وموظفيه.
هل تصدقون أن المرضى ينامون على أسرة لا تستبدل الأغراض تحت المريض؟ ويترك الأمر لأقارب المريض حتى يأتي ويغير تحت مريضه، لم يحصل هذا في أي مستشفى.
كل شيء في مستشفى الجمهورية بفلوس الأشعة والفحوصات والعمليات فهو مستشفى بمواصفات مستشفى خاص إلا أنها لا توجد فيه خدمات، فالدكتور يريد أتعابه عن أي عملية يجريها، والممرض لا يأتي إلا بحقه، والقطط تهاجم لتأخذ حقها من يد المريض، والذباب يطوف على جراح المرضى، فآه لهذا الوضع المزري لهذا المستشفى العملاق، فقد كان صرحًا يشار إليه بالبنان ولكنه للأسف أصبح أطلالًا، فعند دخولك إليه وكأنك تدخل إلى معسكر في صحراء الربع الخالي، فأين السفلتة لطرقات المستشفى؟ وأين الواحات الخضراء والأزهار والورود التي تشعر الداخل إليه بالراحة النفسية؟ فمن هو مدير مستشفى الجمهورية لنخبره بذلك؟