أفرد مركز تحليل المراقبة العالمية global watch analysis تقريرًا وافيًا للحديث عن الفروقات وأوجه التشابه بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش الإرهابي.
وأكد المركز، في تقرير نُشر عبر موقعه الإلكتروني، أنّ الفرق الوحيد بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش هو المنهج. أمّا الغاية، فتبقى واحدة: تطبيق الشريعة الإسلامية، وإعادة تأسيس الخلافة بتعيين خليفة على الطريقة الإسلامية دون تصويت. وبمجرد تحقيق ذلك، يعملون على أسلمة الوجود والهيمنة على العالم. وهكذا يفيد كل من الكيانين الأصوليين الآخر، غالبًا عن وعي، وأحيانًا من دون وعي.
وأضاف التقرير أنّ الإخوان المسلمين يستغلون الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش للظهور بمظهر الإصلاحيين والمسالمين، وليقدّموا أنفسهم للغرب كممثلين حصريين للإسلام الحقيقي، الإسلام المعتدل. أمّا إرهابيو داعش، فيستغلون من جهتهم الموقف التصالحي والسلمي الظاهري للإخوان المسلمين للظهور بمظهر الثوريين الحقيقيين العنيدين، المدافعين الوحيدين عن إسلام قوي بلا عُقد.
وأكد التقرير أنّه لا يوجد عداء بين التنظيمين، فالقصة هي توزيع أدوار، ولو من بعيد. ومع ذلك تظل جماعة الإخوان المسلمين تمثل الأساس النظري للأصولية منذ عام 1928. وفي كل فترة تتولد عنها جماعة حاسمة تحمل على عاتقها تجسيد أفكار الإخوان، بعضها بالضغط والترهيب، وأحياناً بالعنف، وآخرها تنظيم داعش الإرهابي.
وتابع مركز تحليل المراقبة العالمية: لطالما كانت جماعة الإخوان المسلمين ملتقى لكل من أراد الانتقال من نظرية حسن البنا إلى حركية سيد قطب، والتوجه نحو العنف والإرهاب، وفي وضح النهار زرع الإخوان في وعي ولا وعي أجيال عديدة من المسلمين فكرة سامة تمنع أيّ تعايش مع الآخر، غير المسلم. هذه الفكرة التي يستخدمها الإرهابيون لتبرير أفعالهم وكراهيتهم للآخرين هي أنّ العالم بأسره ضد المسلمين، ويتآمر باستمرار لمنعهم من استعادة الخلافة، مصدر قوتهم ووحدتهم وسيطرتهم العالمية.
وتابع التقرير: "إنّه على الرغم من خطورة هذه الفكرة التي يروّج لها الإخوان المسلمون في العالم العربي، تبدو فكرة "الإسلاموفوبيا" فخًا منصوبًا بإحكام للمسلمين في الغرب واليسار الأوروبي. وقد وقع العديد من المسلمين ومعظم اليساريين الأوروبيين فيه. فبسبب سذاجتهم أو كسلهم الفكري، استبدلوا كلمة "العنصرية" بكلمة "الإسلاموفوبيا". ومن وجهة نظرهم، فإنّ كل من ينتقد الإسلاميين في أوروبا، وخاصة الإخوان المسلمين، عنصري ومعادٍ للإسلام.
دأبت جماعة الإخوان على زرع عبارات في العقول، مثل "الإسلام هو الحل"، و"العلمانية ـ الكفر"، و"الحداثة ـ البدعة"، لتتتحول إلى قنابل جاهزة للانفجار لصالح تنظيم داعش.
ونقل المركز عن خبراء قولهم: إنّه لولا غسيل الأدمغة الذي تعرّض له الشباب المسلمون منذ الصغر على يد الإخوان المسلمين، لما كانوا فريسة سهلة لمُجنِّدي داعش.
منذ نشأتها دأبت جماعة الإخوان المسلمين على زرع عبارات فارغة في عقول الصغار والكبار على حد سواء، مثل "الإسلام هو الحل"، و"العلمانية ـ الكفر"، و"الحداثة ـ البدعة"…، ومع مرور الوقت، وبترديدها في كل مكان، تحولت هذه الشعارات العقائدية إلى قنابل جاهزة للانفجار في أيّ لحظة، لصالح تنظيم داعش، وفق تقرير المركز.
وأكد التقرير أنّه من السذاجة الاعتقاد بأنّ أصل انتشار العنف الجهادي يعود أساساً إلى الدعاية المتطرفة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تُزرع بذور التطرف في كل مسجد يشرف عليه الإخوان المسلمون وأتباعهم. الإنترنت ليس إلا وسيلة ميسّرة، وليس المُولّد الحقيقي للعنف المقدّس، على عكس ما يحاول الإخوان المسلمون الترويج له.
وختم المركز تقريره بالقول: "هذا الحشد من القتلة الإسلاميين هو ما يحلم به الإخوان المسلمون دائمًا، لكنّ تنظيم داعش هو من فعلها".