في الأول من مايو من كل عام، تحتفل شعوب العالم بعيد العمال"، ذلك اليوم الذي يكرم فيه الكادحون وترفع فيه الشعارات التي تمجد العمل الشريف، وتتحمل الحكومات المسؤولية تجاه أولئك الذين يشقون طريق الحياة بالكد والعرق. لكن حين يأتي هذا اليوم في بلادنا ، فإنه يحمل وجهاً آخر، مليئا بالتناقضات، تختلط فيه التهنئة بالألم، ويصعب فيه التفريق بين الاحتفال والمأساة.
يأتي عيد العمال هذا العام وبلادنا ما زالت تنوء تحت وطأة حرب أنهكت اقتصادها وأضعفت مؤسساتها، وجعلت من العامل اليمني رمزاً للصبر والبقاء. ملايين العمال حرموا من وظائفهم، أو تقلصت رواتبهم، أوصاروا يعملون بلا أي ضمانات أو حماية اجتماعية. ومع ذلك، ما يزال العامل اليمني يقف، بكل ما تبقى له من قوة، ليعيل أسرته، ويبقى شعلة الحياة متقدة وسط الظلام.
ففي مثل هذا اليوم، يفترض أن يشعر العامل بالأمان، وأن ترفع مطالبه، لكن في بلادنا لا يزال الصوت العمالي خافتا، وغالباً ما يطوى تحت عباءة الأزمات المتلاحقة.الأجور لا تكفي، البطالة تنهش، وبيئة العمل تفتقر إلى الحد الأدنى من السلامة والكرامة.
رغم ذلك، فإننا في هذا اليوم لا نملك سوى أن نوجه تحية صادقة لكل عامل يمني، في المصنع والمزرعة، في الميناء والمستشفى، في الشارع والمدرسة، تحية لأولئك الذين لا يملكون ترف الاحتفال، لكنهم يصنعون الحياة بعرقهم كل يوم.
إن من واجب الدولة والمجتمع، في هذه اللحظة الحرجة أن يستعيدوا مكانة العامل، لا عبر الشعارات، بل عبر سياسات تحمي حقوقه، وتعيد له الحد الأدنى من الحياة الكريمة،
الناشطة الاجتماعية نور باعباد حييت العاملين في بلادنا بعيدهم العالمي قائلة ان العيد العالمي للعمال حدث إنساني تفاعلي بين مختلف أفراد المجتمع نحو العدالةو والحقوق وتنمية المجتمع فهم بسواعدهم من اوجدوا الصناعة الإنتاجية واستخراج ثرواتنا لتغطي احتياجاتنا
.ومضت نور باعباد قائلة إنه ومع هذه الذكرى العالمية لابد من التذكير كيف جاءت هذه المناسبة والتي انطلقت مع قيام الثورة الصناعية في أوروبا وامريكا وتعاظم دخل الطبقة المالكة والممولة للانتاج وبالمقابل استعباد العمال برواتب ضعيفة ووقت عمل طويل دون توفير بيئة عمل تحمي العامل حقوق صحية وتأهيل وتامين ومنح الإجازات والتي ناضلت من اجله الطبقة العاملة ومنها النساء وهذا ما تحقق جزءا كبيرا منه والعكس على حقوقهم عالميا بما فيه بلادنا .
ألا ان التهميش للعامل و نمطية العمل دون التوجه نحو صناعات تلبي وتوفر دخل للبلد .
فللاسف ما نراه من إهمال لأي صناعات رغم بساطتها والتوجه نحو صناعات هامشية غاب عنها دور الدولة ولم يحترم حق العامل مثال ذلك غياب مصانع ثمانينات القرن الماضي مثل الغزل والنسيج الطماطم...وضياع الملكية العامة لأرض المصانع ، وتدهور الوضع وتقطع الراتب وعدم حصوله على استحقاق مالي، اضافة للغلاء وعدم رفع القدرات للعامل. نموذج ذلك وضع التعليم و انعكاسه على تهميش المعلم والطالب .
وهنا ٱجدها فرصة كذلك للتذكير بدور عمالنا النضالي ضد المستعمر والملكية.
كل عام وعمالنا موفقين مع تمكينهم من الحقوق والحريات وإيجاد تنمية مستدامة.
القاضي عبدالكريم باعباد وكيل وزارة العدل لقطاع المحاكم والتوثيق هو الآخر اشار إلى أهمية هذه المناسبة العالمية والتي تحتفل بها بلادنا مع كثير من دول العالم .
مضيفا ان هذا اليوم يعد واحد من الايام المشهوده التي جسد فيها العمال نضالاتهم في المطالبه في رفع الاجور وتقليص ساعات العمل حيث كان العمال في ظل النظام الراسمالي يتعرضون لاابشع انواع الاضطهاد ويعملون في ظل ظروف صعبه ويبذلون قصار جهودهم في تأدية أعمالهم .متمنيا لجميع عمال بلادنا التوفيق والنجاح وان يأتي العام القادم وجميع عمالنا باحسن حال عما هو عليه حاليا حيث أغلبهم محرمون من رواتبهم الشهرية بسبب الحرب وويلاتها المدمرة والتي اكلت الاخضر واليابس
الكاتب والباحث حسين الوحيشي اكد بان احتفالنا بعيد العمال هو نظره انسانيه ونظره واقعيه ونظره مجتمعيه لهذا العامل المنتج الذي يقدم طاقه جسمه وعقله واعصابه ودمه ولحمه ليقدم لهذا المجتمع الماده الدافعه للحياه اليوميه والاقتصاديه وهو من يحتاج للدعم والاهتمام من قبل الدوله والحكومه وأن يعملوا على تحقيق مطالبهم اينما كانوا
فالاحتفاء بهذه المناسبة تذكرنا بالثوره العمالية التي قامت في قلب المجتمع الامبريالي آنذاك ضد ملاك المصانع والمعامل والمؤسسات والشركات الاحتكارية ولكن جاء من يمجد هذا اليوم ويحترم هذا اليوم وبهذا اليوم نقول لكل العمال والعاملات في بلادنا شكرا جزيلا فانتم من تستحقون الحب والتقدير والعرفان