بقلم/ د. أنور الصوفي
بعد العودة من كلية التربية لودر، وبعد قضاء يومين في الكلية مارسنا فيها حقنا في الإضراب، خرجت من المسجد بعد صلاة العشاء وجلست مع زميل أكاديمي على الرصيف بجانب مبنى اليمنية بخورمكسر، وتداولنا الآراء حول الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها الوطن من تسارع مخيف لانهيار العملة.
أثناء حديثنا مر صديق وعندما رآنا قال: جني مية جني عندما نرى الدكاترة مركزين على قارعة الطريق، وراكم هكذا يا دكاترة ما عاد شي معكم بحوث تنشغلوا بها؟ وأردف قائلًا: يا دكاترة مكانكم مش هنا، أنتم لازم تكونوا في مكاتبكم ومختبراتكم، مش هكذا مركزين على الأرصفة.
قلنا له: لا عاد كهرباء ولا رواتب تساعدنا على البحث، نريد أي شغل نستعين به على ملاحقة الأسعار، فأشار على صاحب الخضار، وقال: روحوا قشروا بصل الصباح ومع الظهر باتروحوا لكم خضرة اليوم وثلاثة ألف ريال، وقال: بس لازم تكون معكم واسطة ليقبلوكم في هذا العمل.
قلنا له: وكيف من مكانتنا الأكاديمية؟ قال: جني مية جني في أبوها مكانة وأنتم ما تحصلوا حق المواصلات والخضار، غادر وهو يردد: جني مية جني كلما جينا إلى ركن حصلنا دكتور مركوز قدامنا وما يحصلوا قيمة الخضار وعادهم يشتوا يحافظوا على المكانة الأكاديمية.
التفت إليَّ زميلي، وقال: جني مية جني هاقم بانروح شف ما عاد فيش داعي للتركاز في الأركان، انصرف زميلي وتذكرت أن الكهرباء طافية، عدت وارتكزت في ركن الحافة حتى نوفر شحن البطارية إلى وقت النوم.
عدت إلى البيت الساعة العاشرة والنصف وأنا أردد: جني مية جني من صدق كيف باتمر الليلة ما المكانة الأكاديمية قد طرحناها فوق الصبة التي قدام المسجد.