لازال جمال عبد الناصر يثير الجدل والنزاع الدائم في الأوساط السياسية والثقافية في مصر والعالم العربي كأنه مات للتو ؛ أو كأنه لم يمت ؛ لازال حاضرا بيننا يخوض معاركه ويتجرع الهوائم ويحقق الانجازات كما يليق بشخص غير مجرى التاريخ واعطى الأمة فكرة عن قدراتها وإمكانياتها الدفينة .
لازال عبدالناصر موضوع النقاش الدائم مؤكدا أن تجربته محفورة في الوجدان العام واسمه يتردد كأنه أحد اللاعبين في المشهد السياسي رغم غيابه عنا منذ ستة عقود كاملة ؛ لازال عبدالناصر يصارع ويساهم في إسناد مؤيديه ويخرج لسانه ساخرا في وجه الخصوم الذين اجهدوا أنفسهم في محاولة الإساءة إليه وذهبوا إلى طي النسيان بينما بقي ناصر في قلوب الذين وقف في صفهم وفي صف قضاياهم العادلة
نعم لازال عبدالناصر حيا في الضمائر ولازال حيا في مخيال كارهيه يقف في قلب المشهد العام ولم يغب عنه قط
وهاهو التسريب الأخير الذي احتفى به الصهاينة العرب بعد 55 عاما من وفاته يؤكد هذه الحقيقة وفي توقيت تمر فيه الأمة باشد أيامها كآبة وضعفا وخذلانا ؛ وعلى عكس ما أرادت الميديا الصهيوعربية من نشر التسريب لازال موقف رجل الشارع البسيط لم يتغير بينما لازال موقف خصوم ناصر كماهو وسنة بعد أخرى ومرحلة اثر أخرى لازال جمال عبد الناصر محور النقاش فعلا كأنه لم يمت أو كأنه شخصية أسطورية عصية على الموت وتنبعث في كل حين
من سيقاتل أن لم يقاتل عبدالناصر ومن سينتصر لقضايا الأمة أن لم ينتصر لها عبدالناصر ؛ صحيح أنه أخفق في الميدان العسكري مرارا لكن هذا جزء من درامية التجربة الناصرية ؛ لتبقى سيرته مفتوحة الاقواس فهو الرجل الذي لم ينتصر لكنه لم يستسلم وبقي واقفا في الميدان ؛ حتى هذه اللحظة