نحتفل هذا العام بالذكرى التاسعة لتحرير المكلا والساحل بحضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي، بكل فخر واعتزاز بهذه الملحمة البطولية، التي سطر فيها الحضارم أروع الملاحم البطولية الخالدة في وجدانهم، لما لها من قدسية وأهمية بالغة ينظر اليها كصفحة مضيئة في تاريخ حرب الحضارم على الإرهاب، إذ أصبح هذا اليوم وطنيًا بإمتياز ومحطة تاريخية فاصلة في تاريخ حضرموت المعاصر.
أستيقظ سكان المكلا في ال 2 من أبريل ليتفاجئوا بقيام قيادة المنطقة العسكرية الثانية والأولوية التابعة لها، بتسليم مدينتهم لعناصر تنظيم القاعدة وإعلان مدينة المكلا إمارة اسلامية، وظلت هذه العناصر تعبث بالمحافظة وترتكب أبشع الجرائم الإرهابية المدانه، بحق المواطنين الأبرياء، مما دفع أنطلاق أبناء حضرموت رافضين هذا الاحتلال ومن يقع خلفه، وتم تجميع شباب أبناء قبائل حضرموت، وتدريبهم في رماة بدعم من قبل دول التحالف العربي، دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والدفع بهم إلى الهضبة لتشكيل الوية لتحرير المكلا والساحل بقيادة المناضل اللواء الركن فرج سالمين البحسني (بطل الحرب والتنمية والسلام) الذي أنطلق بقواته فجر يوم 24 أبريل 2016م في ثلاثة محاور باتجاه وسط مدينة المكلا وغربها وشرقها، وتم تحريرها وتحقيق النصر بدماء أبنائها الزكية، واستبسال القيادات والضباط والجنود ورجال القبائل التي شكلت نواة (النخبة الحضرمية).
لقد أصبح يوم ال 24 من أبريل يوما وطنيا خالداً في وجدان أبناء حضرموت وعامة الوطن، الذي يحمل ذكرى مقدسة ويوماً فاصلاً بين الاحتلال والتحرير وإنطلاقة التنمية والبناء والاستقرار الأمني والإداري والاقتصادي، التي شهدتها محافظة حضرموت بالذات من 2016م إلى منتصف 2022م حيث استطاع اللواء البحسني تجنيبها الصراعات السياسية والمسلحة، كما أهتم بالبنية التحتية، حيث أسس كلية الشرطة ومدرسة التدريب القتالي ومؤخراً استصدار قرار بإنشاء معهد بن حسينون لتأهيل القادة، كما بناء القوات الأمنية والعسكرية على أسس نظامية وعلمية لتحافظ على النصر، بالإضافة الى إنشاء القنوات الفضائية والنصب التذكاري لشهداء حضرموت، الذي يعانق سماء الحرية والتحرير في مدخل المكلا ، وبناء الجامعات والمستشفيات وآخرها بناء مستشفى 24 أبريل العسكري، والاهتمام بكل الجوانب والبنُى التحتية، ثم قاد اللواء البحسني معاركة لتحرير بقية مدن الساحل ومنها: عملية (الفيصل) في 17 من فبراير عام 2018 حيث أعلن يومها إنتصار قوات النخبة الحضرمية في عمليتها (الفيصل) بوادي المسيني وطرد فلول الإرهاب منه، بدعم كبير من قوات التحالف العربي ،كان إنتصارا كبيراً قدمته قوات النخبة الحضرمية على العناصر الإرهابية، وكذا معركة (الجبال السود)، والانتشار في (قارة فرس) وغيرها من المعارك ضد الإرهاب.
نحتفل بالذكرى التاسعة لتحرير المكلا والساحل، هذا العام، ومحافظة حضرموت تشهد إحتقان سياسي وأزمة سياسية بين عدة أطراف سياسية، وهذا يتطلب من الحضارم الحوار الجاد وتجنيب محافظتهم الصراعات السياسية، التي بدأت بوادرها، بعد إقالة اللواء البحسني من قيادة المحافظة والمنطقة العسكرية الثانية، وبما أن 24 أبريل أصبح محطة تاريخية فاصلة، أثبت فيها اللواء البحسني نجاحاً مشهود له في قيادة المعارك واحداث التنمية، وتجنيب حضرموت الصراعات أثناء توليه قيادة المحافظة، فإن حل الاحتقان والأزمات السياسية التي تشهدها حضرموت تتطلب أعادة البحسني لقيادتها، فهو مفتاح الحلول والجدير، القادر على تحقيق السلام والوئام فيها، فعلى مجلس القيادة الرئاسي إذا كان حريصًا على استقرار حضرموت إن يعيد هذا القائد الذي ارتبط أسمه بالاستقرار وكل النجاحات التي شهدتها حضرموت، ومنها جعل ال24 من أبريل محطة فاصلة في تاريخ حضرموت وحربها على الإرهاب، وإحداث التنمية والاستقرار.