عامين على الدمار والقصف الاحتلالي على حبيبتي غزة ، عامين من المآسي والأحزان ، قتل وذبح ومباني تُحطّم فوق رؤوس ساكنيها ، جوع وفقر وخوف ، اضطراب وهلع وأمراض وأوبئة ، لا كهرباء لا ماء لا اتصالات معاناة ونقص حاد في الخدمات الصحية
يتجرعوا المآسي والأحزان والبؤس ليل نهار ، يقاسوا أشد أنواع الفقر والحرمان من الطعام والشراب ، تبلدت مشاعرنا تجاه ما يحصل لهم وأصبحت قلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة ، وكأن المصاب ليس مصابنا والجرح ليس جرحنا، ما يحصل في غزة ينده له الجبين ويدمي القلب .
نشكوكِ يا غزة العزة ما يحصل لنا من ضعف وهوان وذل وصغار ، من قلة حيلتنا وفراغ أيدينا ، لم نستطع فعل شيء تجاهك سوى الدعاء لك ولأهلك ، نترحم على قلوبنا التي ماتت وماتت معها الضمائر ، فقد ماتت العروبة قبل كل شيء ولم يبقى منها إلا أسمها.
سامحينا يا غزة ، فالخذلان كان من القريب قبل البعيد ولم تكن الطعنات والغدر إلا من ظننتي أنهم الأقرب إليكِ والسند لكِ ، فغزة لاتُرثى ولو بالمعلقات العشر ، ولو بأبلغ ما كتب البشر ولو بأفصح ما جاء من شعراء العرب ، غزة العزة اكبر من ان تُرثى ولو بالدموع .
عيدت أمة الإسلام بعيد الفطر المبارك وهم في أمن وأمان ، لبسوا اجمل الثياب واحسنها ، عيدوا بين أهلهم وذويهم بخير وعافية ، بينما الحبيبة غزة عيدت واكتست ثوب الحزن ، أطفالها لبسوا ثوب الكفن و تخضبت بناتها بالدم ، أليس كل هذا كفيل بأن يوقظ مشاعرك وأحاسيسك .!
ما يسعني في كلماتي القليلة إلا الاعتذار منك وعن تقصيري تجاهك و أني لاستحي أن أطلب ذلك ، أنتِ اكبر من الكلمات والعبارات الفارغة ، بقدر حاجتك إلى النصر القريب والعاجل.
كم من عزيزٍ أذل الموتُ مصرعه، كانت على رأسهِ الراياتُ تخفقُ. ومن لم يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرِه، تنوعتِ الأسبابُ والداءُ واحدُ. إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حيٍ، لم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْدا، سنةُ اللّهِ في العبادِ وأمرَ، ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا.
أسأل من الله النصر القريب العاجل لاخواننا في غزة .