أطلق "الائتلاف الوطني للنساء المستقلات" تقريره الحقوقي الشامل "حالة حقوق الإنسان في اليمن"، وذلك خلال فعالية حقوقية عُقدت على هامش الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية. تزامن ذلك مع التصعيد الحوثي الخطير الذي يستهدف الملاحة الدولية ويهدد السلم والأمن الدوليين.

حضر الفعالية نخبة من الخبراء الدوليين، وقادة المنظمات الحقوقية، وصنّاع القرار، إلى جانب مختصين بالشأن اليمني وصحفيين، حيث تم عرض تقرير حقوقي مفصل يوثق الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة من يناير 2024 إلى مارس 2025.

انتهاكات جسيمة ضد المدنيين

استعرضت الدكتورة وسام باسندوه، رئيسة الائتلاف، سلسلة من الجرائم والانتهاكات المنهجية التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تضمنت القتل العشوائي، والاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، والانتهاكات المروعة ضد النساء والأطفال.

وبحسب التقرير، تم توثيق 7,885 انتهاكًا خلال الفترة المشمولة، تصدرت فيها تعز القائمة بـ 941 حالة، تلتها الأمانة بـ 878، والحديدة بـ 839، وصنعاء بـ 830، والبيضاء بـ 805، وغيرها من المحافظات. كما تم توثيق 301 حالة قتل لمدنيين، بينهم 69 طفلًا و38 امرأة، حيث تصدرت الحديدة القائمة بـ 58 حالة، تلتها تعز والبيضاء بـ 43 حالة لكل منهما.

التعذيب والاعتقال القسري

أوضح التقرير أن 646 شخصًا تعرضوا للاعتقال والاختطاف، فيما بلغ عدد حالات الإخفاء القسري 241 حالة، واستخدام أساليب تعذيب وحشية ضد 202 شخص، تصدرت فيها تعز القائمة بـ 14 حالة تعذيب. كما رصد 80 حالة اختطاف للعاملين في المجال الإنساني، بينهم 6 نساء، و45 حكمًا غير قانوني بالإعدام للمعارضين، بينهم الناشطة الحقوقية فاطمة صالح العرولي.

استهداف النساء والأطفال

وثّق التقرير مقتل 38 امرأة وإصابة 42 أخرى، واختطاف 32 امرأة، إضافة إلى تجنيد 4,421 طفلًا قسرًا في جبهات القتال، تصدرت فيها الأمانة القائمة بـ 659 حالة. كما رصد حرمان الأطفال من الرعاية الصحية والتعليم، وحالات تحرش واختطاف قسري.

تفجير المنازل واستهداف الممتلكات

كشفت الوثائق عن تفجير 32 منزلًا للمعارضين، وتسجيل 111 اعتداءً على الممتلكات العامة، و450 حالة انتهاك للممتلكات الخاصة، تصدرت فيها محافظة إب بـ 174 حالة. كما تم توثيق 41 هجومًا على المستشفيات والمراكز الصحية، و37 اعتداءً على القطاع التعليمي.

دعوة لاتخاذ إجراءات دولية

أكدت الدكتورة وسام باسندوه أن التقرير يمثل توثيقًا دقيقًا للانتهاكات، باستخدام منهجيات ميدانية حديثة، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حازمة لمحاسبة ميليشيا الحوثي على الجرائم المرتكبة، وحماية المدنيين من الانتهاكات الجسيمة.

يُذكر أن هذا التقرير يأتي ضمن جهود مستمرة لكشف الانتهاكات الحوثية، والعمل على إيصال صوت الضحايا إلى المجتمع الدولي، في ظل تزايد التصعيد الحوثي وتهديده للأمن الإقليمي والدولي.