أكد نائب المندوب الروسي إلى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن الحكومة الإسرائيلية “قوضت” الاتفاق الذي كان ممكنا بموجبه إعادة الرهائن وأظهرت أن منطق طرد الغزيين من أرضهم هو الفائز.

وقال بوليانسكي في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية: “إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ذات نطاق واسع ،وهذا ما تؤكده اليوم تقييمات الأمم المتحدة..المستشفيات تهدمت وكل البنى التحتية الحيوية مئات الآلاف هناك يحاولون النجاة ومع ذلك هناك نقص في الطبابة والمواد الأساسية”.

وأضاف: “هؤلاء الناس لا ينتظرون شيئا من المستقبل. هل سيعيد أحد بناء منازلهم؟ كيف سيعيش أطفالهم؟ هذه الأسئلة اليوم تبرز بشكل حاد لأن التصرفات الإسرائيلية رمتنا في حالة عدم اليقين هذا، وهذا لا يخص فقط الفلسطينيين بل الإسرائيليين أيضا الذين ينتظرون أن يعود المحتجزون من غزة. هذا ما أعلنه اليوم بعض الأهالي ولكن الحكومة الإسرائيلية قوضت هذه العملية التي كان يجب أن تؤدي إلى عودتهم إلى منازلهم، وبدلا من ذلك نرى أن المنطق الذي يفوز اليوم هو منطق طرد الغزيين من أراضيهم”.

وتابع بوليانسكي: “ورغم كل المعاناة التي تفوق التخيل فإن سكان غزة لا يرغبون في المغادرة ويرون مستقبلهم فقط في أرضهم.. هذا حقهم ومن واجب المجتمع الدولي أن يفعل كل شيء لتحقيق ذلك. يجب أن يحصل الغزيون والفلسطينيون بشكل عام على حياة آمنة على أرضهم لتشكيل دولتهم”.

ودعا بوليانسكي، مجلس الأمن الدولي في ظل هذه الظروف إلى “القيام بكل شي من أجل إعادة نظام وقف إطلاق النار والعمل به واستئناف تنفيذ الاتفاقات بين إسرائيل وحماس”.

وأضاف: “يجب ألا نكرر الأخطاء السابقة. فأعداد القتلى في غزة من المدنيين الفلسطينيين كان كبيرا جدا ومجلس الأمن الدولي لم يستطع اتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار في الفترة السابقة. وهذا الدرس يجب أن نفهمه وألا نكرره ولا يمكن لأي أمور سياسية أن تبرر ما حصل، أو تبرر فقدان هذا العدد من الناس لأرواحهم”.

وذكّر بأنه “منذ التاسع عشر من يناير إلى مارس حين كانت هناك اتفاقات بين حماس وإسرائيل ظهرت لدى سكان غزة بارقة أمل وجرى فتح الممرات وقدمت المنظمات الأممية إحصائيات عن زيادة المساعدات الإنسانية. وكان هناك أمل بتنفيذ هذا الاتفاق ولكن هذا الأمل قد انطفأ والغزيون باتوا يعانون مجددا من تضييق الخناق والحصار الذي أصبح أشد”.

وأكد أن الإسرائيليين “يعيقون عمل المنظمات الدولية والإنسانية ويمنعون دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية ويزيدون معاناة السكان في غزة”.

وشدد على أن “معاداة الأونروا ومنع الأنشطة الخاصة بالمنظمة في إسرائيل يكمل الصورة فيما يتعلق بالحالة الإنسانية السيئة في القطاع”.

وجدد التأكيد على “دعم روسيا للأونروا والتذكير بدورها في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية وفيما يتعلق بالوضع النهائي للاجئين الفلسطينين”.

ونوه بوليانسكي بـ”المعاناة التي تتعمق من حيث أن إسرئيل كدولة مستعمرة ومحتلة لا تعمل على تأمين احتياجات السكان في الأراضي المحتلة، وعوضا عن ذلك يقوم الجيش الاسرائيلي بأعمال عسكرية وقصف سواء في الضفة الغربية أو في غزة”.

وأوضح أن المؤسسات الأممية خاصة تستطيع في حالة وقف إطلاق النار “العمل بشكل فعال وإنقاذ حياة الناس”.

وشدد على “ضرورة عدم استخدام معاناة الناس كأداة لخوض الحرب والابتزاز والضغط على حماس وعلى كل المجتمع الدولي”. مشيرا إلى أن “هذا ما يجري الآن بالضبط”.

وأكد بوليانسكي أن روسيا “تدين بشدة الإجراءات التي فرضتها إسرائيل”، معتبرا أن “تطبيق هذه الإجراءات يشكل عقبة رئيسية أمام تخفيف معاناة مليوني شخص في غزة”.

واختتم بالقول: “نحن مقتنعون بأنه دون حل عادل وطويل الأمد يضمن الحقوق المشروعة وطموحات الفلسطينيين في إقامة دولتهم ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لن يتم كسر الحلقة المفرغة من العنف المتبادل وإراقة الدماء في الشرق الأوسط”.