قرأت مقالا بعنوان(هذه اليمن) للكاتب المصري محمد منتصر الز يات وفي المقال نفسه تُهكّم غير مسبوق وسخرية وازدراء بأهل اليمن ، فضلاً عن الهشاشة والإكثار من الألفاظ المسيئة التي قللت من أهمية اليمن وتأريخها الحضاري المتوغل في العصور، والسابق للحضارات العالمية كافة. فقد تعمد الإساءة والسخرية بأهل اليمن وشنْ حقدًا لاءعاً غير مسبوق على اليمن لم يسجله غيره، ولا أريد أن أسرد ما كتبه ،ولكن أوضح له ما هي اليمن؟ وبماذا تفرّدتْ؟ وما هي صفاتها الحميدة التي جعلتها تتفرد عن بلدان العالم كافة؟ فاليمن من اليُمْن الدال على الخير والمحبة،واليمن هي أصل العرب فجميع فبائل العرب يعاد أصلها إلى يعرب بن يشجب بن قحطان وهذا الأمر لا يحتاج إلى جدال ولا نقاش ولا مراء. وأنت يا زيات كان عليك ألا تتسرع وتكتب وتسيء إلى بلد ساد العالم وتصدر بجدارة تامة، فإن كنت عربيًا حقا ومسلمًا حصيفًا فلن تسيء إلى بلد أنت ترجع إليه وفي اليمن نشأت حضارات عريقة ومهمة وهي أعظم حضارة على وجه الأرض، لن تتكرر حتى قيام الساعة، والحضارة اليمنية هي من دون شك أقدم من الحضارة الفرعونية والآشورية، والسومرية، والهندية، واليونانية، والرومية، والفارسية، ولا شك بأن تاريخ اليمن وحضارته القديمة متميزة عن كل الحضارات وفخر لكل العصور .. رغم اندثارها مثل بقية الحضارات القديمة ، فضلا عن أن اليمن: هي أول مكان ظهر عليه الإنسان الأول قبل أكثر من مئة ألف سنة، حين كانت أوروبا ومعظم الكرة الأرضية في غلاف الجليد الرابع. واليمن موطن آدم ونوح عليهما السلام بل هي موطن جميع الانبياء . وقد أثبتت الدراسات التأريخية والجيولوجية والعلمية والمناخية بأن أبانا آدم عليه السلام خُلق في اليمن التي كانت تشتهر بخصوبة أرضها وطقسها المعتدل وجنانها وبساتينها وخيرها الكثير .. كذلك نوح عليه السلام أقام في اليمن وبناء سفينته في وادي بمنطقة شبوة جنوب اليمن وانطلق منها حتى رست سفينته على جبل الجودي الموجود في منطقة ثومة بمديرية نهم قرب مدينة صنعاء الحالية، التي كان اسمها قديمًا مدينة سام نسبةً إلى سام بن نوح أول من أسسها بعد الطوفان، وقبر نوح عليه السلام موجود في اليمن وهذا يُثبت لنا بأن تاريخ اليمن هو المهد الأول للحياة البشرية والاجتماعية والفكرية. وكنت أتمنى على الأستاذ الزيات أن يقرأ عن الدول التي حكمت اليمن في العصور القديمة والتي يمتد حكم بعضها إلى الحبشة وإلعراق والشام ومصر، ومن هذه الدول: معين، وأوسان، وقتبان، وحضرموت، وسبأ، وحمير وغيرها ، فهل فاتك الوقت أن تقف قليلا مع التتابعة والأقيال وأصحاب التيجان من ملوك اليمن؟ ألم تقرأ عن الملك تبع أسعد الكامل؟ والملك شمر بهرعش؟ والملكة بلقيس؟ التي حكمت اليمن والعرب والحبشة ، والتي أشرت إليها على استحياء تلك ولم تتعمق في حكمها وكيف شاورت قومها في الأمر في تصديق رسالة أنبياء الله فآمنوا جميعا. وكنت أتمنى أن تقرأ ما جاء في القرآن الكريم من سور وآيات قبل أن تضع نفسك مصيدة للتهكم والضياع والشتات والحيرة أو تكلف نفسك أن تقرأ على الأقل سبعة أحاديث نبوية لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيما قاله عن أهل اليمن. أكيد تعرف أن هذه الأحاديث لم يقلها إلا في أهل اليمن ، ولا أظن أنك لم تقرأها أو لم تسمع بها إلا إذا لم تكن مسلمًا فهذا شأنك، وكنت أتمنى أن تقرأ بعضا منها، ولو قرأت حديثا واحدا لكفاك. ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ( أين أهل اليمن هم مني وأنا منهم؟) وقال:( جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوبًا وألين افئدة فالدين يماني والفقه يمان والحكمة يمانية) وقال: اللهم اجعل اليمن مددا للأمة. فاليمن هو أصل الأمة والمعين الذي لا ينضب فكلما مرت الأمة بكوارث ونكسات ومآسي يأتي الفرج بفضل الله ومنه وكرمه من اليمن، لا يأتي نفس الرحمن إلا من اليمن بل كلما مرت هذه الامة بليل طويل وموحش أو داهمتها الحروب والكوارث ينبلج من اليمن شعاع من النور ليعوض الأمة عن كل الأحزان التي مرت بها، ولنا في التاريخ القديم والوسيط والحديث أدلة وحجج دامغة على ما نقول . ألم تجتاح قوات الروم بقيادة إيليوس جاليوس الامصار جميعا وحينما وصلت إلى اليمن فشلت فشلا ذريعا وانتهت عام ٢٤ قبل الميلاد. وفي العصر الإسلامي حينما تخلى عن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أقرب المقربين إليه، وهاجر من مكة إلى المدينة ليستقبله أهل اليمن من الأوس الخزرج( الأنصار) فآووه ونصروه وعززوه ونصروا دينه. واتخذ من المدينة عاصمة للدولة الإسلامية، وانطلق هذا الدين منها ليصل إلى بلاد السند شرقا وإلى بلاد الافرنج غربا، ولأهل اليمن رموز وهامات في الفتح الإسلامي ، فماذا تقول عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم: (أبو هريرة ،عمار بن ياسر، أبو ذر الغفاري، أبو موسى الأشعري، معاذ بن جبل، سعد بن عبادة ، سعد بن معاذ ،حسان بن ثابت الأنصاري ،كعب بن مالك، عبد الله بن رواحة، زيد بن ثابت، أبو أيوب الأنصاري ، سلمة بن الأكوع الأشتر النخعي ، موسى بن نصير،طارق بن زياد،عبدالرحمن الغافقي) وغيرهم من الآلاف المؤلفة من أهل الفتوح الإسلامية). لقد أثبت التأريخ أنه كلما مرت أمتنا العربية والإسلامية بمرارة الحزن والألم والانكسار والتصدع والظلام بنبلج من اليمن شعاع من النور ويخرج منتصرا حين يحاصر العرب كلهم أو يشعرون بمرارة الخيبة والانكسار ويعوض عن هذا الحزن المخيم بأفراح تضيء، وآمال وغايات كبرى ترتاح لها النفس العربية صانعًا النصر والأمل لهذه الأمة. ألم تولد ثورة ٢٦سبتمبر١٩٦٢م والعرب ما زالوا يعيشون ألم مرارة الانفصال عام ١٩٦١م بين مصر سوريا؟؟ ألم تشرق شمس الحرية شمس الاستقلال الوطني في ٣٠/ نوفمبر ١٩٦٧ عندما تم طرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن ولم تكن سوى أشهر قليلة قد مرت على نكسة حزيران ١٩٦٧م؟ بل في الشهر نفسه قامت حركة ٢٠حزيران في عدن وقضت على الأغلب الأعم من قيادات جيش الاحتلال البريطاني ومهدت هذه الخطوة بل عجلت ليوم الاستقلال في جنوب اليمن في ٣٠/نوفمبر ١٩٦٧م. بل ألم تولد الوحدة اليمنية المباركة والعزيمة في وسط ظن فيه الكثير من أعداء الامة أن واقع التجزئة والتقسيم والتشطير هو قدر العرب؟ وقانون حياتهم المعاصرة ؟ وقد راهن الأعداء على ذلك ولكن كل الرهانات ضلت لتبقى الوحدة شامخة شموخ ردفان وعيبان وشمسان. أليس هذا يكفي بإن اليمن يتكئ على إرث تأريخي وحضاري متميز وإنه كما قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - مدد للأمة؟ ففي كل موضع مشرق لليمن قصب السبق في المنزلة والريادة ففي الشعر رموز كبيرة ومهمة منها: امرؤ القيس وحاتم الطائي ،قيس بن الخطيم، عبد يغوث الحارثي، عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، حسان بن ثابت، كعب بن مالك ، عبدالله بن رواحة، النابغة الجعدي، النعمان بن بشير الانصاري ، جميل بثينة مجنون ليلى، النجاشي، أبو نواس، أبو تمام، البحتري، أبو الطيب المتنبي، أبو العلاء،المعتمد ابن عباد، المعري ، البهاء زهير، القاضي الفاضل ، عمارة اليمني، ناصيف اليازجي، خليل مطران، نازك الملائكة، علي أحمد باكثير، محمد محمود الزبيري، ، محمد سعيد جراده، عبد الله البردوني علي محمد لقمان ، لطفي جعفر أمان، صالح الحامد ، عبد العزيز المقالح ، أحمد علي الهمداني وكاتب هذا المقال صاحب المئويةالشعرية، وغيرهم من الشعراء والكتاب والعلماء مشايخ العلم وأساتذة الجامعات وغيرهم. فإن ذكرت اليمن فاذكر( تبع الأسعد) الذي كسا الكعبة، واذكر خطيب العرب سحبان، وملك العرب النعمان ، واذكر التبابعة والأنصار، واذكر رموز الفتوحات وصناع البطولات من أهل اليمن. فأينك من هذا كله يا زيات ؟ فأهل اليمن هم خيار أهل الأرض وهم أهل الصفاحة والمروءة والصباحة والملاحة أهل السيوف والشجاعة ، والعفة والأبإء والشموخ والكرم . ويظل على هذا الحال المشرق والمضيء إلى ما شاء الله تعالى. وإذا أردت أن أحصي لك رموز الأمة الفاعلة في تأريخها الذي ترجع أصولهم إلى اليمن سنسجل مجلدات ضخمة لرموز اليمن وهم بمئات الآلاف إن لم تصل إلى الملايين وكلنا نقرأ في التأريخ أن اليمن مقبرة للغزاة منذ العصور الموغلة في القدم حتى يوم الناس هذا. وأنا أعذرك عن سطحية قراءتك للتاريخ ويبدو أنك تأثرت بمذهب ديكارت في نظرية الشك أو مشيت على ما مشى عليه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين يرحمه الله الذي تأثر بآراء استاذه مرجليوت واستهدف اليمن كثيرا في كتابه في الأدب الجاهلي وثار عليه ادباء مصر ووصلت القضية إلى القضاء ليقول كلمته وعدل في كثير من المضامين. ولكنه جلس مع أدباء اليمن واعتذر لهم، ومن أراد أن يعرف قيمة العروبة والإسلام ومضامينها الفاعلة يزور اليمن، لكي يعرف عن كثب منهم أهل اليمن فهم أهل الشهامة والكرم والعزة والوفاء والشموخ، ورغم قساوة الظروف وحرب الإبادة والتنكيل والتجويع الذي يتعرضون له من قبل أعداء الأمة ومؤمراتهم الخطيرة ، فإن أهل اليمن لم يتخلوا في تاريخهم أبداً في الدفاع عن ثوابت الأمة ومقدساتها ،وهذه تجسدت في مواقفهم النبيلة، ولم يفرطوا في ثوابتهم الدينية والوطنية والقومية والإنسانية وهذا هو ديدنهم المنشود وطبعهم الذي جبلوا عليه في كل المراحل والمنعطفات وفي كل العصور ﴿ أشداء على الكفار رحماء بينهم﴾ ووصفهم الله في محكم آياته ذو بأس شديد. فاليمن تمتلك من المقومات التأريخية والحضارية ما لم تمتلكه غيرها من الدول في كل أنحاء المعمورة، وأعتقد أن الكثير من العقلاء قرأوا مقالة الأستاذ الزيات وانكبوا على قراءتها ولم يعطوا لها أي أهمية أو قيمة لسخافتها وهشاشتها وبعدها عن الحقيقة. وقد اهتمت على مقولة قديمة نطق بها أحد العامة في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حينما كان معاوية يشيد بأهل اليمن ويفخر لهم فرد عليه هذا الأعرابي بما معناه أهل اليمن هم من حكمتهم أمرأة ودل عليهم هدهد وخرب حضارتهم فأر، وكان وهب بن منبه حاضرا. وقال بما معناه اهل اليمن لديهم من المقومات التاريخية إرث حضاري حافل، و يملكون من المقومات التأريخية والحضارية ما لم يملكه أحد، ومن ثم ألف كتابه الموسوم ب (كتاب التيجان في ملوك حمير). وكان بالإمكان أن تقرأ ما شئت من صفحات هذا المصدر التاريخي المهم . ولكن الزيات اعتمد على مقولة نادر وعابرة لشخص مجهول في التاريخ وأهمل عشرات الآلاف من المقولات المضيئة والمشرقة في أهل اليمن وارضهم الطيبة والطاهرة.. أما عن المرتدين أيام الخلافة فأهل اليمن أول من أشهر سيوفهم بوجه المرتدين وحاربوهم حتى تابوا وعادوا إلى دين الله أما اليمن فقد ارتد فيها رجل واحد اسمه (أبو الأسود العنسي) وقتله قومه من أهل اليمن. ومن هذه المقولة لا أرى أحداً يبكي على المرتدين إلا أنت يا زيات! فاليُمن هي البلد الوحيد التي لم تفتح بالسيف في الإسلام بل أسلم اهلها جميعا طوعا ووفاء ومحبة وإخلاصاً لله يبحانه وتعالى ولرسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - ولدينه االاسلامي الحنيف لهذا جاءت وفود اليمن من كل صوب وحدب لتبايع النبي محمدًا- صلى الله عليه وسلم ـ فأينك من هذا كله يا زيات ؟ أما أنا فلا يهمني تجاهلك ولا تطاولك وسخريتك، والذي يهمني فقط أن أسجل للأجيال الحقيقة التي تعمدت أنت إنكارها يا زيات ، لأنني أخشى أن هناك من يقرأ أكاذيبك وأوهامك وزيفك ويصدقك القول. وعلى الرغم من العجالة تلك فالحقائق كثيرة والحجج لدينا كبيرة ودامغة لمن يريد أن يناظرنا مناظرة علمية دقيقة عن مقومات الأمة واصالتها وعزها وشموخها والتي يتصدرها اليمن من دون نقاش أو جدال أو مراء، ومن أراد ذلك فيحدد القناة التي يريدها ونحن على أتم استعداد .. وإن لم يتم ذلك فنأمل من الأستاذ الزيات أن كان كاتباً حصيفاً ونابهاً أن يمشي على خطى كتاب مصر ومؤرخيها وأدبائها ومثقفيها الذين لهم مواصفات في تاريخ العروبة والإسلام ولكنني أراه قد خطّ منهجاً أخرا ومغايراً الواقع ومجافيا الحقائق خارجاً تماماً عن الإطار العربي والإسلامي صلة وانتماء، أولت أظن ذلك تقصيرا من الرجل نفسه، ولكنه تعمد ذلك وكتب وكأنه لم يقرأ مصادر التاريخ ومراجعه ،وإذا كان كذلك فعليه أن يبدأ بتثقيف نفسه،ويتخلص من عقدة النقص ويقرأ ما كتب عن اليمن وأصالته وسيادته وصدارته مع تأكيدي ويقيني أنه يعرف ذلك جيدا ولكن سولت له نفسه كما يبدو إرضاء لفلان أو علان أو لحقد دفين عشعش بجوانحه ويظن أن أحدا من الكون هذا يصدق هذه المقولة الهجينة التي لن تسيء إلا لصاحبها ومن على هواه وشاكلته . وآمل أن يكتب بصدق وحيادية تامة وأن يعاد لرشده لأن مثل هذا الكلام لا يكتبه إلا من لديه حقد على العروبة والإسلام وعلى وجه الدقة والتحديد اليهود والنصارى الماسونيين المتصهينين وغيرهم. وليعلم الزيات أيضا أن أكثر من سبعين في المئة من سكان أرض الكنانة (ام الدنيا) وروح العروبة وقلبها النابض مصر هم يرجعون إلى القبائل اليمانية وعليه أن يعترف بالخطأ الذي وقع فيه.وما أشبه الليلة البارحة، فموضوع اليوم دفعني أن أكتب كتابا بعنوان ( اليمن الحضاري ) وفيه أكثر من ثلاثين قصيدة كلها تعبّرُ عن اليمن واصالته وسيادة أهله وفي سياق هذا الرد فقد كتبت بما هاجتني به القريحة فكتبت قصيدتي (رسالتي للزيات ) ،قلت فيها :
ماذا جرى لك أيُّها الزياتُ؟
شَطَحَتَ بِكَ الأهواءُ والشطحاتُ
والزيفُ والشكُّ المريبُ والهوى
والكذبُ والتضليلُ والعلّاتُ
ورميتَ أحلام العروبةِ كلَّها
من شركم جاءت لنا النكباتُ
ومضيتَ في حول الضياع خائبا
شهدتَ لك الفئرانُ والحشراتُ
وقعدتَ في دَرَك الدنايا تلهثُ
واستعذبتْ في وحلكَ الزلّاتُ
فاليُمْنُ أصلٌ والأصالة منبعٌ
واستبشرت من نبعها نهضاتُ
أمُّ الحضاراتِ أشرقتْ أنوارُها
واستبشرتْ من مجدِها طلعاتُ
يَمَنٌ لها أوصاف كبرى جمّةٌ
ولها معاني الجدِّ والبصماتُ
أمّا البطولاتُ سَمَتْ وتعدّدتْ
روحُ العروبةِ قلبُها يمناتُ
وتظل تسمو في المعالي ترتقي
وكأنها في الكون ذا جناتُ
أرضٌ حباها اللهُ كرّمنا بها
وبنا ارتقتْ واستبشرتْ غاياتُ
شهدتْ لها أرضُ العروبة كلها
والنيلُ والأهرامُ والساحاتُ
هذا بإيجازٍ وتلكم رسالتي
وسما بها في يومنا الزياتُ
فيما كتبتَ صرتَ عبدا حاقدًا
ويجرك الإعصار والويلاتُ
بل لستَ حرا أنت عبد حاقدٌا
ورهنت نفسكَ والرهانُ مماتُ
صحِّحْ وشِرْ أرضَ الكنانةِ وحدها
وتجيبكَ الأنوارُ والغاياتُ
ويجيبكَ الرمزُ القيادي ناصرٌ
والشعبُ والتاريخ والهاماتُ
ويجيبكَ الشعبٌ الأصيلُ وأمةٌ
ويجيبك القرآنُ والآياتُ
أرضٌ حباها اللهُ اعلى شأنها
ويجيبك الأنجيلُ والتوراتُ
ويجيبك المليار عن يمناتهِ
وبجيبك البستان والواحاتُ
ولقد غويتَ وارتكبتَ حماقةً
ما ذا جرى لك أيها الزياتُ؟
وصحبتَ إبليس الرجيم صحبةً
وبكم يزين القردُ والحياتُ
واقعد تطاولتَ بكلِّ وقاحةٍ
ورميتَ أرضا روحها يمناتُ
مهما كسبتَ من الدراهم فاغتنمْ
دنيا وفيها اللهو والملهاةُ
يَمَنٌ لها تاريخ عالٍ سرمدي
وأصالةٌ كبرى لها هاماتُ
ومضت بأسعدها بسيفٍ وتبعٍ
بلقيس في تاريخها غاياتُ
وسلْ رموز الفتح أيام النبي
أنصار طه كلهم هاماتُ
سعدٌ وقيسٌ بلْ وحسان الوفي
كعبٌ وعمار لهم بصماتُ
قد عانقوا الفردوس واستعلوا بها
في قصرها كم ترتقي الجناتُ
أما الخيانة والعمالة با فتى
أربابها الانذال والبوقاتُ
من آزروا الموساد في عدوانها
اعلامها عباس والساداتُ
من هرولوا من طبعبوا واستسلموا
من حيث ما يا وا وهم ادواتُ
وامضِِ توسّلْ عند أعداءٍ لنا
بل سوف تنهيكم غدا موجاتُ
واليُمْنُ اكبرُ من حديثك يافتى
أرض بها الرايات والخيراتُ
فاليمن من عزم الشموخ شموخهُ
ومن الشموخ رموزهُ هاماتُ
وسل بطولات الفتوح عنهمُ
سيجيبك القرآن والآياتُ
في عصرنا شعب وجيلٌ حافلٌ
رمز العروبة تعتليه صفاتُ
شعبٌ أصيلٌ ضاربٌ متجذرٌ
زان بهِ التاريخ والصفحاتُ
قد حقق الإنجاز طابتْ وحدةٌ
كبرى وفيها المجد والراياتُ
وله الروابي والقوافي صفَّقَتْ
واستبشرت في أرضنا غاياتُ
وسَمَتْ مشاريع لنا وتعددتْ
والنفط والخيرات والثرواتُ
في عهد وحدتنا المشاريع سمتْ
عملاقةٌ زانتْ بها الساحاتُ
في كلٍّ حقلٍ قدْ سمتْ وتنوعتْ
وتعددت وتيقظت نهضاتُ
شعْبٌ لهُ الإنجازُ كم يسمو بهِ
واستبشرتْ من عزمِهِ يمناتُ
في كُل قطرٍ أشرقَتْ طلعاتُها
أمّا فلسطين الصفا نبضاتُ
واستوطنتْ في اليُمْنِ قلبا وارتقتْ
في كُلّ حيٍّ ترتقي وقفاتُ
شعبٌ لأمتهِ يظلُّ مخلصاً
من دعمهِ كمْ قدْ علتْ راياتُ
لكنْ تآمرتمْ عليهِ عنوةً
أنتمْ أداة الشر واللدغاتُ
ولقدْ مشيتمْ في ربيعٍ دامسٍ
عبري وفيه الشر والويلاتُ
كنتم مطايا للأعادي دميةً
أذنابُ فيها الزيفُ والبوقاتُ
دمرتمُ الأمصارَ خنتم أمةً
رغم الجراح أشرقتْ طلعاتُ
ماذا تقولون غدا ولربكمْ ؟
ما ينفع التلفيق الأصواتُ
لا تنفعُ الأوهامُ مهما عشعشتْ
تجتاحكم من هولها آهاتُ
خنتمْ قياداتِ العروبةِ كلِّها
وقتلتمُ الآلافَ يا زياتُ
شرّدتمُ الناسَ من أمصارهِمْ
عانوا وعانى الشعبُ والساحاتُ
ونهبتمُ الخيرات دون وازعٍ
وغداً لنا الجبهاتُ والثوراتُ
نقتصُّ منكمْ يا بقايا دميةٍ
والعدلُ يسمو والمدى جبهاتُ
فربيعُكُمْ عبري وهذا دأبكُمْ
انتمْ مطايا كلكم أدواتُ
لمْ تفلحوا مادامَ أنتمْ هكذا
لا ينفعُ التطبيلُ والصفقاتُ
فاسألْ إذا كنتَ تريدُ توبةً
ثُمَّ اعتذرْ فلعذرُكُمْ لمساتُ
واقعد تطاولتَ بكُلّ حماقةٍ
ورميتَ أرضَ اليُمْنِ يا زياتُ
أرضٌ حباها اللهُ كرٌمْنا بها
وتسابقَتْ في حبِّها الآياتُ
فالأنبياءُ جميعهُمْ حلّوا بها
ومِنْ رباها فاضتْ الخيراتُ
واللهُ كرَّمَها بشعبٍ طيّبٍ
والأرض قدْ طابتْ بها الجناتُ
جناتِ في الأرض الطهور كلّها
وفي روابي خلدِها وعظاتُ
أبطالها فرسان أسمى أمةٍ
وتزينُ منْ أسيافهمْ صفحاتُ
جناتِ عدْنٍ تحتفي بلقائهمْ
في قصرِها في روضِها نفحاتُ
فاقرأ أحاديثَ النبيِّ مُحمّدٍ
طابتْ بهِا في كوننا يمناتُ
ورميتَ في أرض الحضارة انجماً
بلْ همْ رموزُ كلهمْ هاماتُ
مَنْ مثلكمْ يرمي بكلِّ وقاحةٍ
أرضا لها الثرواتُ والخيراتُ
ثرواتُها فرسانُ أنصار النبي
وكنوزها الخيرات يازياتُ
فربيعُكُمْ موساد عبري حافدٌ
في فكرِكُمْ تتسابقُ الشحناتُ
فيهِ انفصامٌ قدْ يصارعُ نفسَهُ
بلْ عشعشتْ في قلبهِ الخيباتُ
إنْ لمْ تفقيقوا يا بابا عصبةٍ
فحذارِ منْ عقلٍ بهِ شطحاتُ
بَل واذهبْوا عند الطبيبِ تطبّبوا
بَعْد العلاج تنتهي العلاتُ
قدْ حانَ يا زيات ناخذ ثأرنا
منكمْ ستحصدكُمْ غدا ثورتُ
تبقى فلسطين العروبةِ حيّةً
سيذود عنها الجبل والفتياتُ
والشيخ والطفل الرضيع وأمهُ
والأهلُ والشبانُ والفلذاتُ
ستزولُ صهينةُ الضياع وحلفُها
ستزولُ من أمصارنا أدواتُ
تِلْكَ القوافي بالجهادِ تحتفي
روحُ العروبةِ قلبُها يمناتُ
وتشاركُ الطوفانَ في أمواجهِ
وتعانقُ الأقصى الصفيْ هاماتُ
طوفان أقصى عالميٌّ عالمي
والنصر آتٍ والمدى غاياتُ
23/يوليو2024م- منتدى السيد عبيد - عدن