تقرير / د. أمين العلياني
تحمل زيارات الرئيس عيدروس الزبيدي إلى محافظات الجنوب في شهر رمضان الكريم دلالات سياسية واصلاحات اقتصادية، ومعالجات إدارية عميقة، وحل المشاكل الخدمية والاقتصادية التي تخفف عن كاهل الشعب كثير من المعاناة ولو بطرق تدريجية خاصة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد.
وهذه الزيارات تُعدُّ جزءًا من استراتيجية شاملة لتعزيز الوعي السياسي والالتحام الشعبي لتحقيق الاستقرار والتنمية من جهة وتمكين الكوادر الجنوبية القادرة على الإبداع والتميز من العمل في هيئات الدولة ومؤسساتها وإدارتها من جهة أخرى. وإليكم بعض هذه الأبعاد والدلالات:
1.الدلالات السياسية:
- تعزيز مداميك الوعي السياسي:
فمن خلال تلك الزيارات للرئيس عيدروس الزبيدي توضحت غاياته المباشرة واهتمامه المسؤول بأوضاع أبناء شعبه، مما يعزز شرعيته كقائد سياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي ومفوّض شعبيًّا في التمثيل والتعبير عن إرادة شعب الجنوب ومشروعه السياسي، وبوصفه قائدًا قريبًا من هموم شعبه، وملتزمًا حكوميًّا بتحسين أوضاعهم.
- توحيد الصفوف، وتطمين الشعب بالاستحقاقات السياسية المشروعة، ففي ظل التحديات السياسية ومع تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، تُعد هذه الزيارات للرئيس الزبيدي وسيلة لتوحيد الصفوف، ونبذ ثقافة التباين، وتعزيز أواصر التوحيد والانسجام والتلاحم والاصطفاف الجنوبي والانتماء الوطني، خاصة في المناطق التي قد يحس بأنها قد تشهد تباينات سياسية أو توترات مفتعلة بفعل التدخلات والتمويلات المعروفة من الشرعية الشمالية أو غيرها.
-التواصل المباشر مع الشعب، فهذه الزيارات بالنسبة للرئيس الزبيدي نراها قد سمحت له بالاستماع المباشر إلى مطالب أبناء شعبه، وشكاويهم، مما يعكس شفافية الالتحام بالشعب، والاهتمام المسؤول برأيهم ومعاناتهم، وهذا ما يعزز بالتأكيد الثقة بين قيادة المجلس الانتقالي والشعب.
- تعزيز الحوار الداخلي، حيث عكست الزيارات للرئيس الزبيدي البعد السياسي العميق الذي يمكن أن تكون تلك الزيارات والتواصل الغاية منها خلق منصة تواصل إيجابية، بهدف تعزيز الحوار بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والشعب حول قضية الجنوب وأبعادها السياسية واخر مستجداتها والسير قدما نحو استعادتها بعد أن اوصلها المجلس الانتقالي إلى اورغة المحافل الدولية والإقليمية، مما يساعد في بناء توافق وطني منسجم وفاعل وإيجابي بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والشعب.
- تحقيق مطالب الشعب السياسية والاقتصادية المشروعة وتحسين الخدمات من خلال التفاعل المباشر، وهذا ما يساعد الرئيس الزبيدي على سماع مطالب شعبه وفهمها بشكل أفضل، والعمل على تحقيقها بشكل تدريجي.
- تعزيز التفاوض مع الأطراف الخارجية، فتلك الزيارات التي نزلها وينزلها الرئيس الزبيدي إلى كل محافظات الجنوب تُظهر التزامه السياسي والشعبي والوطني بحل قضية شعب الجنوب بالعهد الممنوح له والمفوض به شعبيًّا وهو استعادة الدولة كاملة السيادة بحدود ما قبل عام 1990م، مما يعزز موقف القيادة التفاوضي بالشعب ومن ثم مع الأطراف الإقليمية والدولية.
- تحضير البيئة السياسية من خلال التفاعل المباشر، وهذا ما يمكن للرئيس الزبيدي في برنامجه الميداني في تحضير البيئة السياسية لتحقيق استحقاقات سياسية عادلة وشاملة تلبي طموح الشعب في الجنوب، وتعكس تطلعاته.
- تعزيز الثقة في العملية السياسية التي ينتهجها المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل الوحيد لمشروعية قضية الجنوب وفق الحل الحل العادل لخيارات الشعب الطامح لها، وهذا يعني أن هذه الزيارات للرئيس الزبيدي تُظهر التزامه مع قيادة المجلس الانتقالي من إجراء استحقاقات سياسية عادلة، مما يعزز ثقة الشعب بالقيادة من جهة وفي العملية السياسية التي ينتهجها المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى.
2. استكمال الهيكلة التنظيمية لهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي والتنسيق على تكامل العمل مع السلطات المحلية بالمحافظات والمديريات من خلال:
- تعزيز اللامركزية ،وهذا يعني أن الزيارات الهادفة للرئيس الزبيدي تعكس أواصر التوجه الواضح للمجلس الانتقالي الجنوبي من تعزيز اللامركزية الإدارية لدى السلطات المحلية بمحافظات الجنوب، مما يمنح تلك المحافظات مزيدًا من الصلاحيات لاتخاذ القرارات القوية من معالجة الاختلالات واستثمار الموارد في خدمة الشعب واستيعاب الكوادر في مفاصل تلك المؤسسات وتمكينهم كاستحقاق سياسي مستحق لهم.
- تحسين التنسيق وتطوير أداء العمل بين السلطات المحلية الحكومية وهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظات والمديريات.
- تعزيز هياكل المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال التفاعل المباشر، وتحديد الثغرات في الهياكل الإدارية الحالية والعمل على تحسينها.
3. طرح الحلول المستدامة ومعالجة الأزمات الاقتصادية والخدمات من خلال:
- تشجيع الاستثمار المحلي.
- توجيه الموارد بشكل أفضل..
- التفكير في توفير
الطاقة البديلة.
- إقامة الدراسات للمشاريع الاستراتيجية
4. رفع كفاية وكفاءة الأداء الإداري في نهج تلك السلطات المحلية وهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظات والمديريات وذلك من خلال:
- العمل المشترك على تحسين جودة الخدمات العامة التي تمس حياة الشعب في تلك المحافظات وهذا واضح من خلال كلمات الرئيس الزبيدي الذي أوصى على تقييم جودة الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، وتوجيه الجهود لتحسينها.
- تعزيز مفاهيم الحوكمة ومبادئ الشفافية في الإدارات العامة.
- توجيه السياسات الإدارية بناءً على الواقع الميداني، مما يجعلها أكثر فعالية واستجابة لاحتياجات المواطنين في تلك المحافظات.
5. تمكين الكوادر الجنوبية الشابة والمرأة في سلطات الدولة ومؤسساتها سواء أكان بالمحافظات والمديريات من خلال:
- تعزيز مشاركة تلك الكوادر الجنوبية في الوزارات والمحافظات والمديريات.
- تمكين المرأة وتشجيعها من المشاركة في العمل العام وتعزيز دورها في صنع القرار.
- تدريب وتأهيل الكوادر المحلية لكي تكتسب الخبرات والمهارات اللازمة لتحسين أدائهم.
- خلق فرص لمزيد من القيادات والكوادر الجنوبية.
الخلاصة:
زيارات الرئيس عيدروس الزبيدي الميدانية في شهر رمضان الكريم إلى محافظات الجنوب تعكس رؤية استراتيجية متكاملة لتعزيز الاستقرار السياسي، تحسين الأداء الإداري، تقديم حلول اقتصادية والطاقة المستدامة، بهدف تلبية احتياجات الشعب في تلك المحافظات، وتمكين الكوادر الجنوبية والمرأة من المؤسسات والهيئات والإدارات الحكومية.
هذه الزيارات للرئيس عيدروس الزبيدي تُعد أدوات فعالة لتعزيز الشرعية السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتحسين أطره التنظيمية والتفاوضية، وحل كثير من الأزمات الخدمية والتباينات التي من شأنها التهيئة لاستحقاقات جنوبية سياسية عادلة ومشروعة وتتمثل في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدود ما قبل عام 1990م.