لقد يئس أعداء الجنوب من إسقاطه عسكريًا، رغم عشر سنوات من المحاولات والهجمات المتكررة.
تحطمت جحافلهم على صخرة الصمود الجنوبي، وأثبتت القوات المسلحة الجنوبية أنها أقوى من كل مخططاتهم.
لكن العدو ليس غبيًا، فحينما عجز عن اختراق الجنوب بالقوة، لجأ إلى خطة بديلة:
استخدم بعض الجنوبيين أنفسهم!
وهنا، بدأت المسرحية السخيفة التي نراها يوميًا:
تفريخ الكيانات والمجالس الموازية، ظنًا منهم أن تعدد الأسماء سيُضعف المجلس الانتقالي.
حملات إعلامية لا تتوقف، تصنع من "الأكاذيب" أخبارًا ومن "الإشاعات" حقائق.
التلاعب بالخدمات، قطع المحروقات، افتعال الأزمات، وإيهام الناس أن المجلس فشل.
إثارة الفتن وزرع العنصرية بين أبناء الجنوب، حتى يصبح الجنوبي عدوًا للجنوبي بدلًا من مواجهة العدو الحقيقي.
لكن.. هل نجحت هذه الخطط؟
الإجابة واضحة: لا!
المجلس الانتقالي، رغم كل هذه المؤامرات، ظل صامدًا وصابرًا، مرفوع الرأس، يُفشل المخططات الواحدة تلو الأخرى.
لقد رأينا عشرات الكيانات التي دعمتها قوى داخلية وخارجية، لكن أين هي الآن؟
ذابوا كأنهم لم يكونوا، انتهى زمنهم، وبقوا أصواتًا مؤقتة، تصرخ ليوم أو يومين ثم تختفي.
درس التاريخ: من لا يملك الحاضنة، لا يملك البقاء!
الذي لم يتعلم من التجارب السابقة، سيظل مجرد "أداة مستأجرة"، يُستخدم لفترة، ثم يُرمى في سلة المهملات عندما يفشل في تحقيق المطلوب منه.
كل الذين حاولوا إسقاط المجلس الانتقالي عبر المؤامرات والتآمر فشلوا، ليس لأنهم ضعفاء، بل لأن الجنوب له صوت واحد، إرادة واحدة، قيادة يعرفها الجميع.
لذلك، قبل أن تتحمسوا لتنفيذ أجندات الخارج، خذوا لحظة للتفكير:
كم من قبلكم حاولوا؟
أين هم الآن؟
ماذا تبقى منهم غير ذكرى الفشل؟
تعلموا من الماضي.. قبل أن تتحولوا إلى مجرد أصوات وقتية تنتهي صلاحيتها بمجرد انتهاء مهمتها!