بقلم/ د. أنور الصوفي
إن الله ليفرح بتوبة عبده، وعندما دخل شهر رمضان رأيت المساجد تمتلئ بالتائبين الذين يرجون رحمة الله ورضاه ومغفرته وعفوه.
امتلأ قلبي فرحًا لتوبة التائبين وأنا واحد منهم، ومالنا لا نفرح بهم والله تعالى قد فرح لتوبتهم ورجوعهم إليه، فما أجمل أن ترى هؤلاء التائبين وقد عادوا لربهم يرجون رحمته ويخشون عذابه، فكم نعصي الله في السر والعلن، ولكن باب التوبة مفتوح لن يغلق مالم تبلغ الروح الحلقوم، وهذا الشهر هو باب للتوبة يفتح كل عام ليدخل منه التائبون، فتوبوا عباد الله.
أخي التائب- وكلنا تائبون- اعلم أنك قد توجهت الوجهة الصحيحة، ولتكن هذه هي وجهتنا في كل الشهور والأعوام، ففي العبادة راحة وفي الإعراض معيشة ضنكًا، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا} هذا في الدنيا، أما في الآخرة فالحسرة والعمى والندم والنسيان، قال تعالى: {ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}
لا يغتر أحدنا بصلاحه وعندما يرى هذه الجموع من التائبين وقد حزموا أمرهم ليتوبوا سلط عليهم لسانه ونظراته وهمزاته وغمزاته، فلعلها تكون البداية التي سيكون مستقرها الجنة برحمة الله وفضله ومنه وكرمه، فلنفرح جميعنا بتوبتنا وتوبة إخوتنا من المسلمين، ولنكن عونًا لبعضنا بعضًا.