لو كان الأمر بيد بني البشر لمنع الأغنياء والمسؤولون عن الفقراء نسمة الهواء العليلة، ولباعوا لنا الأكسجين في قنينات كبيعهم للماء، ولمنعوا عن عيوننا أن يقترب منها الوسن، ولكن الأمر لله من قبل ومن بعد.
الحمد لله الذي جعل الحج لمن استطاع إليه سبيلًا وإلا لضاقت علينا الأرض بما رحبت، فهل يتصور إنسان أن يصبح ركن من أركان الإسلام سلعة للتجارة؟ فقد رفعت وزارة الأوقاف جدولها السنوي لتكاليف الحج للفرد جوًا أو برًا فكانت المبالغ المعتمدة تفوق الخيال، فتكاليف حج الفرد تصل إلى 15 ألف ريال سعودي خلاف تذاكر النقل الجوي والبري التي لا يقدر عليها الموظف المسكين في هذا الوطن الذي يبحث فيه الموظف عن قيمة مواصلاته لمرفق عمله.
الحمد لله الذي جعل الحج لمن استطاع إليه سبيلًا، فتصوروا أن تكاليف الحج للمواطن اليمني تقارب العشرين ألف سعودي أي ما يزيد عن عشرة مليون ريال يمني.
دعوني أقول لكم يا سادة إن موسم الحج أصبح تجارة واستثمار وسيقضي المواطن المسكين عمره يحاول الوصول إلى بيت الله الحرام ولن يستطيع، فكان الأجدر بوزارة الأوقاف أن تتحمل ثلثي تكاليف الحج والمواطن يتحمل الثلث مع مواصلاته، ولكن الوزارة ممثلة بوزيرها ووكلائها لا يفكرون إلا بحجهم وحج أقاربهم ونحن لا نملك إلا أن نقول: اللهم تقبل منا حج نياتنا، فإننا لا نستطيع إليه سبيلًا.