خلال الأيام القليلة الماضية، التقى الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بسفراء الاتحاد الأوروبي وسفراء دولتي الإمارات والسعودية وسفيري الصين وكوريا الجنوبية والهند ومبعوث الرئيس الروسي وسفير روسيا.
هذه الدبلوماسية تعزز من حضور الجنوب في الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام والأولويات المشتركة وتمكنه من استعادة تموضعه في خارطة المشتركات كشريك فاعل ومحوري إزاء مهددات ومخاطر. هو الطرف الأكثر تجربة في مواجهتها والأكثر مصداقية على الواقع العملي في تحفزه للقضاء على أخطر بؤر الإرهاب ومهدداته على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
ذلك ما أضفى عليه، إلى جانب المصداقية والحضور كشريك فاعل، خاصية الاستماع والتأثير في منعطف وجدت فيه الأطراف المحورية في المعادلة الإقليمية والدولية نفسها لشركاء أفرزتهم المواجهة والصراع مع المشروع الإيراني وأجنداته وأدواته في المنطقة.
هذه الدبلوماسية تهدف إلى تحقيق أهداف عدة، تلتقي عندها كل الأطراف في المنطقة والعالم، وتتلكى إزاءها قوى يمنية منخرطة بالحكومة المعترف بها دوليًا، لاعتبارات تتداخل فيها عوامل عدة منها ارتباط مصالحها الأيدلوجية والشخصية ببقاء هذه المهددات. إضافة إلى تأثير أطراف إقليمية معروفة في الماضي والحاضر بتقاطع أجنداتها مع كل ما هو في صالح أمن واستقرار ورخاء المنطقة. أهداف هذه الدبلوماسية المتحركة على جناحي الشجاعة والدهاء، تهدف إلى تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لردع المهددات والمخاطر، في موقف يتسم بالحزم والشمولية في مجابهة مصادر هذه المهددات وكبح جماحها وشل قدراتها المادية والعسكرية. ولا يكون ذلك إلا وفق استراتيجية شاملة تأخذ بكل متطلبات الردع ومقومات الانتصار الناجز الذي تنتفي به كل بؤر الإرهاب ومليشياته. وتلك هي شرط أساسي لإيجاد بيئة مواتية لعملية السلام، فعلى أنقاض الإرهاب تتوفر البيئة الحقيقية للسلام وبدونها يخطئ من يعتقد أن السلام يمكن أن يبنى على نقيضه.
هذا ما أكده الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي اليوم أثناء لقائه في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، للدكتور يفغيني كودروف، القائم بأعمال سفير روسيا الاتحادية لدى اليمن، إذ جدد التأكيد على أن “جهود الأمم المتحدة والمجتمعين الإقليمي والدولي لا يمكن أن تثمر سلامًا في ظل استمرار الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية ضد الأبرياء في مناطق سيطرتها، إلى جانب اعتداءاتها على القرى الواقعة على خطوط التماس، وهجماتها غير المبررة على السفن التجارية.”
وأكد الزبيدي في لقائه بسعادة سهيل إعجاز خان، سفير جمهورية الهند، على أهمية تعزيز التعاون المحلي، والإقليمي، والدولي، لتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن ووضع حد للإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية في الممر الدولي الاستراتيجي.
هذه الدبلوماسية التي يقودها الزبيدي تضع في سلم أولوياتها وأهدافها الجنوب وقضيته الوطنية وتحقيق تطلعات شعبه في الحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة.
وبذات المستوى من الاهتمام، يولي الرئيس القائد اهتمامًا في معالجة الأوضاع الاقتصادية بما يخفف من وطأة المعاناة المعيشية التي يكتوي بها شعبنا، وبذل الجهود لبناء مؤسسات الدولة في الجنوب كالمؤسسة السياسية الحاملة لقضية شعب الجنوب والعسكرية والأمنية الجنوبية التي عكست تطلعات شعب الجنوب ومثلت ضمانة لتحقيق غاياته ومنحته رصيدًا إضافيًا وموقع قوة في جبهته الدبلوماسية.