عودة الإوبامية ممكنة ؛ هذا هو العنوان الأبرز في رأيي المتواضع للانتخابات الأميركية التي تشتد فيها المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين كما في كل مرة وكما يحدث دائما تتقلص بطون قادة الأنظمة العربية وهم ينتظرون النتيجة
بالنسبة للعرب وامريكا أيضا فإن أهم الملفات في المنطقة هي القضية الفلسطينية وبموجب توجهات البيت الأبيض يصبح انسحاب الخيارات الأميركية على بقية الخارطة وبقية الملفات تحصيل حاصل
هناك جملة من العوامل الحاكمة للرؤية الأميركية في مقارباتها لأزمات المنطقة وفي طليعتها تقديم الدعم المتواصل والمتدفق للكيان الصهيوني ويخضع هذا التوجه لأسباب متعددة أبرزها في نظري :
ـ الدافع الثقافي والحضاري حيث أن هناك تشابه إلى حد التطابق في ظروف نشأة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني " إسرائيل" حيث قامت أميركا على سيطرة المهاجرين البيض وإبادة السكان الأصليين وقد نجحت عملية الإبادة والتهجير ليفرض الاوربي الغازي سيطرته على الأرض بعد أصبحت بلاشعب وهو مافشلت فيه إسرائيل حتى الآن حيث لم تستطع تهجير العرب نهائيا ولهذا بقيت فكرة المقاومة وبقي
الخطر الوجودي يلوح دوما منذرا بزوال الدويلة القائمة على سياسة الفرز العنصري " من تمظهرات هشاشة الوجود الإسرائيلي أنه فقير ثقافيا ولايملك قوة ناعمة أو موروث يكرس وجود اليهودي على الأرض فلا يوجد فلكلور أو فن أو ادب يشير إلى أي ارتباط للإنسان بالمكان "
والعامل الآخر بالنسبة لدعم واشنطن لإسرائيل هو أن الصهيونية هي مجرد مشروع استعماري غربي اساسا يشكل غطاء للهيمنة الغربية وذريعة لتحركه ضد أي رغبة من قبل العرب لمواجهة الاستلاب والسيطرة على الثروات
أن التنافس بين هاريس وترامب في هذه الجزئية ينحصر في تبادل الاتهامات حول عمن هو المتسبب في " التقصير في دعم إسرائيل ومن منهما سيتفوق في تقديم الدعم مستقبلا "
يمكن القول إن أحد وجوه المنافسة هو الاشتباك التقليدي بين تيار العولمة من جهة والمجمع الصناعي العسكري من الجهة المناظرة والأول سيفرز مزيد من التدخل في شؤون وسيادة الدول ونشر الفوضى أما الثاني فسيبذل قصارى جهده لدعم أنظمة قمعية رهيبة ..
رغم كل هذا لو كان لي حق التصويت لمنحت صوتي مكرها ـ على طريقة أكل الميتة ولحم الخنزير ـ لكاميلا هاريس فعلى الأقل قد تساعد في نشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان نسبيا في الأركان المظلمة والباردة والبائسة من العالم وهو الشعار المحبب الذي يردده الحزب الديمقراطي في كل المناسبات ولاينجح فيه أيضا مع الاسف في كل المناسبات