لا شك أن الرياضة، بصفتها مرآة عاكسة لمجتمعاتنا، تشهد أحياناً حملات تشويه وافتراءات تستهدف شخصيات رياضية حققت إنجازات كبيرة.
وفي هذا السياق، نجد أن الكابتن محمد حسن البعداني إبن عدن و مدينة الكادحين و منبت العمالقة والنجباء ( القلوعة) مدرب منتخبنا الوطني للشباب، يتعرض لحملة من الانتقادات اللاذعة والاتهامات الباطلة.
وهي بلا شك حملة فارغة من مضمونها قام بها ثلة من الغوغاء وعديمي الفكر والأدب والأخلاق ، أناس للأسف أقولها تافهين حاقدين ليس لما يقولونه قيمة ولا وزن و لا يندرج في خانة النقد البناء والعملي المبني على أسس صحيحة ، سيما ولايستدعي كل هذا الضجيج المعيب في ظل ما تشهده بلادنا من أوضاع مأساوية يجعلنا نستثمر كل انتصار و نتشبت بكل ما يعيد إلينا ابتسامتنا و فرحتنا في واقع مليئ بالمآسي والأوجاع .
إن الكابتن محمد حسن البعداني ليس مجرد مدرب كرة قدم وحسب ، بل هو قدوة للشباب ، ورمزاً للأخلاق والقيم النبيلة.
فتاريخه المتواضع والحافل بالإنجازات ، سواءاً كلاعب أو كمدرب، يشهد على محبته لمعشوقته المستديرة ولوطنه المسلوب إرادته ، و مع كل ذلك أثبت وبكل جدارة أنه القائد الذي يستحق كل الثقة التي أوكلت إليه والتقدير منا والاحترام .
من منا لا يتذكر ذلك اللاعب الموهوب الذي أسعدنا بأدائه الرائع !!
ومن منا لا يعلم مدى جديته وجدارته في كل ما يقوم به!!
إن الكابتن محمد حسن ، تلك الشخصية المحبوبة من الجميع ، يتمتع بخلق رفيع وسلوك حميد ، وهذا أمر يعلمه البعيد قبل القريب ، من خلال معاملته الراقية و أدبه واخلاقه في كل تصرفاته ، رجل محافظ على دينه و أثبت وطنيته وحبه لوطنه بصدق وشجاعة في ظروف قاسية وعصيبة ليس المجال ملائماً لتوضيحها ، في حين تقهقر الكثيرون وتواروا واختبئوا كالفئران.
إن الانتقادات التي توجه للكابتن محمد حسن نعلم علم اليقين أنها محاولة يائسة لتشويه سمعته وإضعاف معنوياته ، ولكننا على ثقة بأن الكابتن محمد حسن سيتجاوز تلك المحنة ، وسيواصل مسيرته الحافلة بالعطاء ، وسيقدم كل جهد بلا كلل ، وإن في ظروف بلد لا يعرف حقيقة غير الفشل ، ومع ذلك ننشد معه وفريقه الأمل ، والنصر والتتويج حلمنا وبه إن سنحت الفرصة لن يبخل ، لكنها أقدار و حظوظ بالرغم أن الفريق بمستواه ومركزه الحالي يستحق منا القُبَل ، وأيٍ كانت النتائج المقبلة ومهما حصل ، فيكفيه شرفاً وفخراً ويكفينا فرحاً وتباهٍ بكل ما قدم و عمل ، ولن يفسد فرحتنا ولا اعتزازنا به تحت أي عثرة حظ و لن نسميها فشل .
فعلينا كجمهور وطني غيور واجب دعوة الجميع إلى التكاتف والالتفاف حول الكابتن محمد حسن، ودعمه في هذه الظروف الصعبة.
كما أننا على يقين تام بأن هذا الرجل القدير سيواصل تقديم أفضل ما لديه لخدمة الوطن و انتزاع الفرحة لمواطنيه بما أوتي من إمكانيات متواضعة أمام فرق أعدت التحضيرات اللازمة لخوض غمار المنافسة و تحظى بدعم كبير من حكوماتها بكل سخاء واهتمام .
وختاماً أوجه رسالتي إلى الكابتن محمد حسن:
أبا يونس ، وإن صح ما تداول عن استقالتك من تدريب المنتخب الوطني للشباب فـ سر بكل شموخ و عزة و كبرياء على بركة الله ، ولا تلتفت إلى أصوات الجهَّال ، فلقد كنت و ما زلت في قلوبنا وفي ذاكرتنا ، رمزاً للأخلاق و الإخلاص في خدمة الوطن ، حفظك الله ، وحفظ شبابنا المقاتلين الشجعان ، ولا عزاء للناعقين والمنافقين ، ولمسئولي الغفلة والعار ، الراكبين على جهود الأوفياء وقت الانتصار .