الطيار الجنوبي الذي حطّم أسطورة الطيران الإسرائيلي: الشهيد ملازم أول عمر غيلان سعيد الجحافي
تاريخ النشر: السبت 28 سبتمبر 2024
- الساعة:17:32:20 - الناقد برس/خاص/ أسعد أبو الخطاب
في صفحات التاريخ، تبرز أسماء لأبطال صنعوا مجدهم بدمائهم وشجاعتهم، ليصبحوا رمزًا للفداء والتضحية.
أحد هؤلاء الأبطال هو ملازم أول عمر غيلان سعيد الجحافي، الطيار الجنوبي من أبناء الضالع، الذي خاض معركة بطولية خلال حرب أكتوبر 1973، ليسطر بدمائه واحدة من أبرز الملاحم في تاريخ الطيران العربي.
المشاركة البطولية في حرب أكتوبر:
كان عمر غيلان سعيد الجحافي واحدًا من المتطوعين في سلاح الجو العربي السوري خلال حرب أكتوبر 1973م، تلك الحرب التي شاركت فيها العديد من الدول العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وبشجاعته وعزيمته، كان الجحافي من بين أولئك الذين اختاروا أن يقفوا جنبًا إلى جنب مع إخوانهم في سوريا ومصر في معركة التحرير.
ضرب مصافي البترول في حيفا:
خلال الحرب، كان للجحافي دور بطولي تمثل في قيادته لطائرته المقاتلة نحو أهداف إسرائيلية استراتيجية.
تمكن من ضرب مصافي البترول في حيفا، موجهًا بذلك ضربة قاسية لاقتصاد العدو، مما شكّل تهديدًا مباشرًا لقدرة إسرائيل على مواصلة الحرب.
لقد حطّم أسطورة الطيران الإسرائيلي التي طالما تباهت بها إسرائيل أمام العالم.
تدمير طائرة الفانتوم الإسرائيلية:
لم تقتصر بطولات الجحافي على ضرب المصافي، بل إنه واجه طائرات الفانتوم الإسرائيلية، تلك الطائرات التي كانت تعتبر قمة التقدم التكنولوجي في ذلك الوقت. تمكن الجحافي من تحطيم إحدى طائرات الفانتوم بالكامل، مما أثار دهشة العدو وعزز معنويات القوات العربية.
ضرب مواقع التموين الإسرائيلي:
في واحدة من أجرأ مهماته، استطاع الجحافي بطائرته أن يضرب مواقع التموين الإسرائيلي ويدمرها بالكامل، مما أدى إلى إضعاف قدرة الجيش الإسرائيلي على القتال والإمداد.
الاستشهاد في طبرية:
لكن، كما هو الحال مع الأبطال، كان للجحافي موعد مع الشهادة.
ففي 10 أكتوبر 1973م، استشهد الجحافي في منطقة طبرية أثناء تأدية إحدى مهامه البطولية.
لقد كانت تلك اللحظة نهاية حياة بطلٍ عاش دفاعًا عن الأمة العربية وأرضها.
تخليد اسمه في سوريا:
بعد استشهاده، لم ينسَ السوريون ولا العالم العربي تضحيات الجحافي.
فقد تم نصب تمثال تذكاري له في أحد شوارع دمشق، تكريمًا لدوره الكبير في الدفاع عن الأمة العربية ضد العدوان الإسرائيلي.
كما أصدر الرئيس السوري والقائد العام للجيش قرارًا بمنح الشهيد وسام الشجاعة من الدرجة الأولى، ليظل اسمه محفورًا في قلوب الأجيال القادمة.
نموذج من أبطال الجيش الجنوبي:
عمر غيلان سعيد الجحافي ليس إلا نموذجًا واحدًا من بين العديد من الأبطال الذين خرجوا من الجنوب اليمني، ليكتبوا بدمائهم صفحات مجيدة في تاريخ الأمة العربية.
هؤلاء الأبطال الذين اختاروا القتال في صفوف الجيوش العربية، أظهروا للعالم أن التضحية والفداء لا تعترف بالحدود.