إلى كل من حاول ويحاول الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر في الجنوب، دعونا نوضح نقطة بسيطة لكنها مهمة: أن تكون ضيفًا لا يعني أن تستفز أهل البيت.
الجنوب ليس مكانًا غريبًا عن الكرم والضيافة، لكن ما يحدث مؤخرًا من محاولات لإحياء احتفالات ليست جزءًا من تاريخه أو قضيته يمثل تجاوزًا لا يمكن التغاضي عنه.
الجنوب ليس ساحة للاحتفالات المستوردة:
كل بيت في الجنوب أصبح يدرك حجم هذا الاستفزاز.
ما معنى أن تحاول إحياء ذكرى لا تخص الجنوب وتاريخ نضاله؟
يكفي ما عانيناه من الشعارات الفارغة والكلمات الجوفاء عن الوحدة.
لقد كانت "الوحدة اليمنية" شعارًا يدغدغ المشاعر في وقت مضى، لكنها اليوم تحمل وجعًا أكثر من أي شيء آخر.
الوحدة اليمنية يكفيها ما حدث ويكفيها ما خلفت من أوجاع وآلام.
أجلوا احتفالاتكم حتى تعودوا إلى دياركم:
نحن لا نمنعكم من الاحتفال، ولا نحرمكم حقكم في الاعتزاز بذكرياتكم وتواريخكم.
لكن لماذا تُصِرّون على استفزاز أهل الجنوب بفعاليات لا تمت بصلة لهم؟
إذا كان الاحتفال بهذه الذكرى مهمًا بالنسبة لكم، فلنؤجل هذه الاحتفالات حتى تعودوا إلى دياركم ومسقط رأسكم.
هناك، حيث يمكنكم أن تعيشوا فرحتكم وتحتفلوا بتاريخكم دون أن تسببوا المزيد من التوتر في الجنوب.
الجنوب له تاريخه ونضاله:
كل جنوبي يعرف أن تاريخه مرتبط بنضاله واستقلاله.
ليس 26 سبتمبر، وليس الوحدة اليمنية المزعومة.
الجنوب قدم تضحيات كبيرة ولا يزال يقدمها من أجل كرامته وحقوقه، وهو لا يحتاج إلى استيراد احتفالات من الخارج أو تذكير بتاريخ لا يعكس حقيقة معاناته أو تطلعاته.
كلمة أخيرة:
كونوا ضيوفًا محترمين.
لا تستفزوا مشاعر أهل الجنوب باحتفالات لا تمثلهم.
التاريخ لا يُفرض بالقوة، ولا تُصنع الوحدة بالأهازيج.
فاحترموا مشاعر من يستضيفونكم ولا تجعلوا من أنفسكم أدوات استفزاز، فالجنوب يعرف تاريخه جيدًا ويعلم كيف يحافظ عليه.