ما هو شعورك عندما تكون بين لحظة وأخرى في أن تلقى روحك باريها.. وما هو شعورك عندما تكون قاب قوسين أو أدنى من الموت المحقق ؟.. وشعورك أن تكون مدركا أن الموت مصيرك ولا مفر منه وفجأة تنقلب ميازين الأمور ويكتب المولى لك عمرا جديدا ؟!.. مشاعر مروعة وصعبة لا يضاهيها أي شعور في الكون كله ..
تلك المشاعر ولجت وتداخلت لتشكل منعطفا هاما في قضية مقتل الطفلة (حنين البكري) وعلى الجاني فيها (حسين هرهرة) الذي صدر بحقه العفو في آخر لحظة من والد الطفلة (حنين).. تلك القضية التي أصبحت قضية رأي عام ومحط أنظار المجتمع الداخلي والخارجي وكل الأوساط والشرائح وبكل فئاتها ووسط هذا الحدث تصدر شعار (العفو عند المقدرة) في القضية الذي أطلقه صاحب الحق (حسين البكري) ولوجه الله ..
فالعفو عند المقدرة جزائه عظيم عند المولى رغم أنه صاحب الحق والعدل معه وأخذ مجراه في هكذا قضية وما كان منه إلا العفو عند المقدرة ليرسل رسالة للعالم أجمع مفادها أنه حين يجتمع الحق والعدل بتطبيق شرع الله فلا تقف أمامه اي مغريات أو وجاهات ومثالا لذلك القصاص الذي كان قائما في قضية الطفلة (حنين البكري) حتى آخر لحظة .
(حسين هرهرة) سيبقى في السجن المركزي عامين اضافيين تنفيذا لعقوبة الحق العام في الحكم القضائي الصادر بحقه والتي نصت على معاقبته بالسجن ثلاثة اعوام كحق عام .. ناهيك عن مراعاة تطبيق العقوبة الاشد وهي الاعدام والتي سقطت بعفو ولي الدم (ابراهيم البكري) وسيبقى تنفيذ الحق العام وهو السجن ثلاثة اعوام مضى منها عام ويتبقى عامان هذا اذا لم يكن هناك تخفيف ضمن اطار العفو.
وفي الاخير لا ننسى أن نيران الغضب تلتهم كل شيء في برهة فلنتعضد ونحتكم للعقل والمنطق والسماحة حتى في أحلك الظروف واصعب المواقف تحت شعار (العفو عند المقدرة).