يملك بيب غوارديولا عقداً يمتد حتى 2021 مع مانشستر سيتي، ويملك ما هو أكثر من ذلك، الثقة المطلقة في الإدارة. في كتاب pep’s city: the making of a super team، يتم الكشف عن حديث الرئيس التنفيذي لمانشستر سيتي خلدون المبارك كان له تأثير كبير على بيب غوارديولا من أجل تحقيق 18 انتصار متتالي في موسمه الثاني.
بعد تعادل مانشستر سيتي مع إيفرتون 1-1، كان غوارديولا يرفض الحديث مع الجميع، فكانت كلمات خلدون مفصلية حينها "أعلم أن الأمور لم تكن سهلة، لكننا نملك كل الثقة بما تفعله".
لم يتوانَ الرئيس التنفيذي لمانشستر سيتي في أي مناسبة عن الحديث عن الطموح الكبير وأنه "مع غوارديولا لن يكون هناك مجال للاسترخاء"، في المقابل يُظهر الكتاب نفسه جملة مهمة قالها غوارديولا في موسمه الثاني قد تعود إلى الأذهان اليوم "خلدون يعلم إذا لم تسر الأمور وفق الخطة فإنني سأتنحَ".
نحن الآن في أوكتوبر ومانشستر سيتي بعيد 8 نقاط عن الصدارة، ويعرف غوارديولا والجميع جيداً أن الفوز بالبريميرليغ ثلاث مرات متتالية لم يحدث سوى مرتين ومع فريق واحد هو مانشستر يونايتد.
غوارديولا يُفضل لقب الدوري على أي بطولة أخرى لأنها مقياس عمل موسم كامل ولم يخسر الدوري سوى مرتين في مسيرته (آخر موسم مع برشلونة وأول موسم مع سيتي). فهل يملك بيب حجة للتنحي إذا خسر الدوري هذا العام مع أزرق مانشستر؟
تطبيق يوروسبورت عربيّة يأخذك إلى مدرّج فريقك المفضّل لتبقى دائمًا في الحدث.
في كتاب بيب غوارديولا "طرق أخرى للفوز" لغيوم بالاغ، يلوم كل من السير أليكس فيرغسون وآرسين فينغر بيب غوارديولا على تركه برشلونة. يعتبر المدربان التاريخيان أن بيب كان بإمكانه صناعة مجد كبير في برشلونة وأن خسارة موسم لم يكن يجب أن تجعله يبتعد، ويصرح فيرغسون عن ذلك بوضوح في مقدمة الكتاب. فما هي الأسباب التي أدت إلى رحيله حينها؟
الإجابات الثلاث موجودة في كتاب بالاغ، وفي البداية كان ميسي.
ميسي
إبرا، إيتو، بويان، دافيد فيلا، كلهم أُبعدوا للجناح بسبب ميسي. غوارديولا منح الأفضلية المطلقة له، وهو ما كان له تأثير على اللاعبين الشبان من جهة وفرض أدوار دفاعية أكبر على اللاعبين الآخرين. في موسم بيب الأخير سجل ميسي 73 هدفاً، وعلى الرغم من ذلك فإن الفريق دخل في دوامة معاناة على الصعيد الجماعي، يقول كرويف حينها "غوارديولا كان يجب أن يسيطر على الرؤوس الكبيرة في غرفة الملابس وهو تعب من ذلك".
في المحصلة كان السؤال الأهم، حين يبدأ الفريق بخسارة توازنه، ماذا تفعل؟ هل تغادر أم تغير اللاعب؟ فيرغسون كان يملك الإجابة الأوضح التي ساهمت باستمراره لمدة طويلة وهي رحيل اللاعبين الكبار، لكن غوارديولا كان يملك علاقة شخصية وعاطفية أكبر وهو ما أدى إلى رحيله هو.
انتخابات برشلونة
حين فاز روسيل بالانتخابات في 2010 ورحل لابورتا، تم تجريد يوهان كرويف حينها من لقب الرئيس الفخري لبرشلونة، بعدها باعت الإدارة شيغرينسكي مع رفض غوارديولا، والضربة الأخيرة كانت حين تم سؤال روسيل "ماذا يحدث لو رحل غوارديولا في آخر الموسم؟" فأجاب "كان هناك حياة قبله في برشلونة وسيكون هناك حياة بعده".
مورينيو ومدريد
في آخر سؤال لغوارديولا حول أهم ذكرياته من الكلاسيكو قبل رحيله عن برشلونة، قال بصوت منخفض "ليس لدي ذكريات لا عن الفوز ولا عن الخسارة، كان هناك دائماً أسباب لا علاقة لها بكرة القدم".
لن يصدق أحد أن غوارديولا لا يملك ذكريات عن الـ 5-0 أو الـ 6-2، لكن المؤكد حينها أن بيب كان تحت ضغط كبير، ليس فقط بسبب مورينيو بل أيضاً بسبب صحافة مدريد التي كانت تتهم برشلونة بتعاطي المنشطات.
في إنجلترا اليوم لا يملك غوارديولا الحجة نفسها حتى لو خسر كل الألقاب هذا الموسم. أولاً الإدارة تدعمه بالكامل لا يوجد من يرفض أي طلب يقوم به حتى أنه يشرف على اختيار ألوان قميص الفريق بنفسه، ثانياً لا يوجد "ميسي" هنا ولا حتى أي لاعب لا يستطيع غوارديولا التحكم به، لا يوجد نجم في مانشستر سيتي بل غوارديولا هو النجم. ثالثاً والأهم أن الصراع مع يورغن كلوب أكثر نظافة من صراعه مع مورينيو، صراع كروي بامتياز يحدث بأكمله داخل الملعب وداخل اللعبة.
يقف غوارديولا اليوم أمام تحدٍ كبير، صحيح أنه ما زلنا في أوكتوبر، لكن بيب لا يملك أي حجة للتنازل مهما كانت النتيجة، الآن يجب أن يبدأ بإيجاد الحل لما يحدث في الفريق، وفي ذات الوقت يجب أن يُفكر في الاستمرارية الموسم المقبل، هو يملك أفضل أجواء عمل يحلم بها أي مدرب، والاستمرار في أزرق المدينة ليس خياراً بل واجب.