اليمن أكبر تحد للبحرية الإمريكية، وعشرة صواريخ ومسيرات وحاويتين للسلاح تم تدميرها يوم أمس ، والحوثي يستهدف سفينة إمريكية ، ويطلق مفرقعات ألعاب نارية على إيلات.
تقييم المخاطر تتبعه بالضرورة إقرار آليات إزالة هذا الخطر، او إفراغه من قوته التدميرية، إقرار قائد المدمرات الإمريكية بالمخاطر التي تواجهها قواته في البحر الأحمر، جراء تهديد الحوثي للملاحة الدولية ، يفتقر إلى الشق الثاني في ما بعد تسمية حجم التحديات ، وهو العمل على ضرب وتجفيف مصادر النيران وخلق الوضع الآمن ، ماتقوم به القوات الإمريكية من عمليات لا تشي بأن تغييراً حقيقياً وجوهرياً قد جرى على مسرح المواجهة ، حيث مازال قائماً الاستهداف المنضبط ومداهمة الصواريخ الحوثية قبل الإطلاق، مايحد من الفاعلية ولكنه لايشل قدرة الحوثي العسكرية ويصيب آلته الحربية بالإضعاف.
في وجه مكمل لهذا التراخي الذي يكاد ممنهجاً ومقصوداً في نظر البعض ، تاتي أخبار الكشف عن إستمرار تدفق الخبراء العسكريين من إيران وحزب الله إلى اليمن ، حيث من المفترض أنها بلاد حرب وتخضع لحصار بحري محكم من قبل واشنطن وشركاء حارس الأزدهار، ما يعني أن شبكات تهريب نشطة مازالت تتحرك ذهاباً وإياباً بأريحية ولياقة كاملة ، تخفف من الضغط العسكري الإمريكي على عتاد الحوثي، وتوفر له سُبل تدفق السلاح الإيراني وتعويض بدل الفاقد.
هناك فجوة ما بين القلق الذي أبداه قائد المدمرات الإمريكية، وبين عدم إتخاذ المستوى السياسي الإمريكي، قرار الإنتقال من حرب محدودة إلى حرب شاملة واضحة الهدف : طي صفحة الحوثي، أما أسباب تشخيص هذه الفجوة ،فربما تخضع لحسابات المصالح الإمريكية ، التي لم تصل بعد -على الرغم من تصنيفه الشكلي كإرهاب دولي من قِبلها -إلى القطع مع الحوثي من كونه جماعة سياسية وطرف سلام كما تراه واشنطن ، إلى عنصر تهديد للأمن الاقليمي الدولي .
الحوثي ليس أقوى من كل هذا الاحتشاد العسكري في مواجهته ، ولكن المصالح الإمريكية التي يخدمها الحوثي بهذا القدر أو ذاك ،على الأقل حتى الآن، هي الأقوى.