طالب نواب ديموقراطيون أميركيون كبار، البيت الأبيض، الاثنين، بتقديم تفاصيل عن الاتصالات بين الرئيس دونالد ترمب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد تقارير ذكرت أنه تم إتلاف أو إخفاء هذه المعلومات.
وكان الرئيس الجمهوري قد رفض مرة أخرى الشكوك حيال التواطؤ مع روسيا خلال حملة عام 2016 والتي تعد أحد مكونات هذا التحقيق. وكتب ترمب على على تويتر "الامر الرائع أنه لا يوجد تواطؤ. إنها خدعة ... خدعة سياسية"، إلا أنه أكد "سأتعاون مع الجميع طوال الوقت".
ووجه رؤساء لجان الاستخبارات والشؤون الخارجية في مجلس النواب، رسالة إلى البيت الأبيض يطلبون فيها معلومات عن فحوى محادثات الزعيمين وأي ملاحظات أو وثائق تتعلق بالمحادثات، وما إذا كان ترمب أو أي شخص يتصرف بالنيابة عنه قد أخفى محتوى الاتصالات، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الفيدرالي.
وأطلقت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي تحقيقا جديدا واسعا، الاثنين، في الدائرة المحيطة بالرئيس ترمب بسبب مزاعم سوء استخدام السلطة، وطالبت بالحصول على وثائق من عشرات الأشخاص بينهم نجلاه دونالد جونيور وايريك، وصهره جاريد كوشنر.
وأرسل رئيس اللجنة الديموقراطي، جيري نادلر، رسائل إلى 81 شخصا وكياناً في دائرة ترمب الحالية والسابقة وأشخاص قد يكون لديهم معلومات تتعلق بالتحقيق، وسط مساعي النواب المعارضين لمحاسبة الرئيس وأعوانه على مخالفات محتملة.
وبين هؤلاء المدير المالي لمنظمة ترمب، الان ويسلبرغ، ورئيس الاستراتيجية السابق في البيت الأبيض، ستيف بانون، ومحامي ترمب الخاص، جاي سيكولو، وغيره من المساعدين السابقين، ومؤسس موقع ويكيليكس، جوليان اسانغ.
ويعد هذا الطلب أخطر تصعيد في التحقيقات حول ترمب منذ تولى الديموقراطيون السيطرة على مجلس النواب مطلع كانون الثاني/يناير، ويهدف إلى الكشف عن ما إذا كان ترمب أو إدارته شاركوا في عرقلة العدالة وفي قضايا فساد عام، أو أي شكل آخر من أشكال استغلال السلطة.
وقال نادلر في بيان "هذا وقت حساس بالنسبة لشعبنا، وعلينا مسؤولية التحقيق في هذه الأمور وعقد جلسات لكي يحصل عامة المواطنين على جميع الحقائق".
وأضاف: "خلال السنوات العديدة الماضية، أفلت ترمب من المحاسبة على هجماته شبه اليومية على قوانينا وأعرافنا القانونية والأخلاقية والدستورية الأساسية".
وتابع: "التحقيق في هذه التهديدات على حكم القانون هو من واجب الكونغرس". وأمهل نادلر مستلمي الرسائل اسبوعان للرد على طلبه.
وقالت المتحدثة سارة ساندرز إن البيت الأبيض تسلم طلب نادلر وإن المسؤولين المعنيين "سيراجعونه ويردون عليه في الوقت المناسب".
وأوضح نادلر (71 عاما) الذي يرأس حاليا التحقيق، أن حزبه جاد بشأن التحقيق في عالم ترمب الداخلي.
ويبدو أن التحقيق يركز على تعاملات ترمب المالية، واحتمال تواطؤه مع روسيا، ومزاعم عرقلة العدالة. كما أنه يتناول اتهامات بانتهاكات بخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، واحتمال انتهاكات للحظر الدستوري على مخصصات مالية أجنبية.
وتشمل الرسائل طلبات للحصول على معلومات حول اجتماع تم في حزيران/يونيو 2016 في برج "ترمب تاور" شارك فيه كوشنر وترمب جونيور، ومدير حملة ترمب السابق المسجون حاليا، بول مانافورت، ومحامية روسية تردد أنها مقربة من الكرملين، ووثائق تتعلق بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي)، جيمس كومي.
وقد يمهد التحقيق الجديد الواسع الطريق لاحتمال البدء في إجراءات التحقيق مع ترامب بهدف عزله.
إلا أن زعماء ديموقراطيين في الكونغرس وبينهم نادلر ورئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، يتكتمون على إمكانية الدفع من أجل عزل الرئيس.
والأحد، صرح نادلر لشبكة "ايه بي سي" بأن مثل هذه الخطوة قد لا تحدث "إلا بعد فترة طويلة جدا