بعد مرحلة طويلة من مسيرة النضال التي قام بها شعب الجنوب ضد قوى المحتلة التي ارتكبت بحقة أبشع الجرائم ومختلف أنواع المجازر والظلم والتعذيب والاقصاء والتهميش؛ تحقق لشعب الجنوب جزءا كبيرا من هدفه المنشود "استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة"، بفضل من الله، ثم بفضل وتضحية أبناء الجنوب ووقوفهم خلف قيادتهم السياسية الحكيمة ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المُسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
واستطاع اللواء عيدروس الزُبيدي، في وقت قصير بناء القوات المُسلحة الجنوبية التي تدافع عن أرض الجنوب ضد كل القوى المعادية، والساعية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة عموما والجنوب على وجه الخصوص، إضافة إلى أنه قد أوصل الرئيس الزُبيدي، قضية شعب الجنوب إلى المحافل الإقليمية والدولية.
وبعد تحقيق الانتصارات العظيمة لشعب الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، شعرت القوى المعادية بخسارة الجنوب، حيث اتجهت نحو تفعيل قوى الإرهاب من القاعدة وداعش وزرع الالغام والمعوقات في مسار شعب الجنوب لتمزيقه وتشتيته من أجل بقاء ثرواته الضخمة تحت السيطرة وعدم فقدانها.
وتستمر القوى المعادية عبر وسائلها الإعلامية في ضخ العديد من الهجمات الإعلامية والاشاعات الممنهجة ونشر التهم المضللة والمعلومات المغلوطة، حيث تم قبل أيام مشاهدة احدى الهجمات الإعلامية عبر قناة بي بي سي العربية خلال بثها لفيلم لايخلو منه التزييف للنيل من دور النضال الجنوبي، وتقليل الجهود والإنجازات العظيمة والصور المشرقة التي حققها شعب الجنوب وقيادته.
سقوط قناة BBC عربي، واستياء واسع
أشار الأستاذ فضل محمد الجعدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمين العام للامانة العامة في المجلس، إلى أن الإشاعات المضللة هي محاولة تشويه مسيرة الشعب الثورية الكفاحية وانجازات المقاومة الباسلة، وتابع بأن تلك المحاولات التي تحمل في طياتها الشر للشعب والوطن، يتم العزف فيها على اوتار عدة اخطرها هز ثقة الناس وتحطيم ارادتهم.
واضاف الجعدي قائلا: "إن الجنوب لم ينتهِ بعد من خوض معاركة مع قوى الظلام، ولا تزال جبهات المواجهة مفتوحة مع مليشيات الحوثي واوكار الارهاب ومعركته الاعلامية ضد كل من تسول له نفسه محاولة النيل من انجازاته التي تحققت تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الكيان السياسي الحامل لمشروع الدولة الوطنية الجنوبية"
ونشرت الصحافية نادرة عبد القدوس عضو الجمعية الوطنية، مقالٱ بعنوان "سهولة ممارسة العهر الإعلامي"، قالت فيه بأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الكيان السياسي الذي يستظل تحت رايته مختلف المكونات السياسية المؤمنة باستعادة دولة الجنوب وبكامل إرادتها. ولأن الانتقالي حقق ما لم يحققه حزب سياسي عريق في بلادنا من نجاحات، رغم حداثة عمره الذي لا يتعدى سبع سنوات؛ فإنه من الطبيعي أن يواجه الكثير من أشكال وأحجام المؤامرات الخارجية والداخلية التي ما فتأت تحاك بليل للنيل منه وبكل الطرق الدنيئة وكانت آخرها هذا الفيلم المقزز الذي بثته قناة الاستخبارات البريطانية (BBC).
ولفتت الصحافية القدوس بأن الوضع الحالي أصبح العهر الإعلامي يلعب فيه على على المكشوف والدفع المسبق، كالعهر السياسي الذي يُمارَس اليوم على جنوبنا وعلى قضيتنا ويستخدم الإعلام الرخيص لتسويق الزيف والبهتان.
وعلق الصحفي صلاح بن لغبر عن محتوى فيلم البي بي سي المزيف قائلا بأنه لن يصدق احدا بأن الإمارات استأجرت محاربين أمريكيين محترفين لتنفيذ عمليات اغتيال في مناطق حررها الجيش الإماراتي بمعية المقاومة الجنوبية عام 2015م، متسائلا عن كيفية قتل أشخاص في بلد يشهد انفلاتا تاما وحربا واسعة.
وتطرق بن لغبر ، إلى معد الفيلم سيئ الصيت والنوايا، وهي فتاة يمنية ذات هوى حوثي، متابعاً بأنها تبعت والدها الدبلوماسي الذي درس وتربى في طهران مع مجموعة ممن تسربوا عبر المخابرات الإيرانية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي إلى بلاد فارس تمهيدا لإنشاء المليشيات التي تسيطر على صنعاء اليوم.
ووجه مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية، ورئيس منتدى باريس الاقتصادي، جمال العواضي، انتقادات لاذعة لقناة BBC، على خلفية نشرها تقرير مطول تم فبركته في محاولة لحرف عمليات الاغتيال عن مسارها في الجنوب.
وتحدث العواضي، بأنه من الأجدر كان للقناة أن تتناول الارهاب الذي طال عدن وابين وحضرموت وشبوة وادى إلى مقتل مئات الشباب الأبرياء تارة وهم ينتظرون تسجيلهم في طوابير عمل وتارة وهم آمنين بجانب منازلهم او مدارسهم،
وأشار العواضي، إلى أنه لولا قوات مكافحة الارهاب التي دربتها عناصر عسكرية اجنبية مؤهلة ومواجهتها العناصر الاخوانية الأرهابية ودحرها لكانت عدن والجنوب ككل، إمارات اسلامية متطرفة تحمل الموت والدمار، مؤكداً أن قناة بي بي سي المحترفة سقطت عن قصد او بدون في شباك الاخوان المنتشرين في كل ركن وزاوية من مدينة لندستان.
وكشف حافظ الشجيفي، الاتهامات الموجهة بأنها ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، ولا أساس لها من الصحة ومتلاعب بها، داعياً المجلس للاستمرار باللاعنف ومواصلة العمل لتحقيق حقوق وأهداف الجنوب.؛ ذاكراً ان تاريخ حزب الإصلاح الحافل بالعنف والتآمر ضد الجنوب يفضح دوافعه ويقوض مصداقية أي اتهامات يقدمها.
ولفت الصحافي جهاد محسن، أن المعلومات المغلوطة التي أوردتها قناة "البي بي سي" في تقريرًا قالت أنه استقصائيًا بث مؤخرًا، هدف لصناعة مادة إعلامية هزلية لأسباب سياسية، ومحاولة بائسة لتشويه دولة الإمارات ودورها في مواجهة الإرهاب، وصرف أنظار الرأي العام المحلي والدولي عن حقيقة جرائم الاغتيالات التي ما أنفكت تنفذها جماعة "القاعدة وداعش" بحق الأشخاص والشخصيات السياسية والعسكرية والمدنية الجنوبية.
موقف ضد الإشاعات :
على خلفية استغلال قناة BBC وسقوطها المروع خلال عرضها الفيلم الذي ظهر فيه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً، أستهجن فيه استغلال مقابلة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي مع قناة BBC واقتطاع جزء منها وتوظيفه في غير سياقه، مبيناً بأن المقطع الذي عرض في الفلم جاء جزءًا من مقابلة مطولة تناولت المشهد السياسي في الجنوب واليمن والمنطقة؛ ولافتاً إلى احتفاظ المجلس الانتقالي بحقه في الرد على ذلك العمل من خلال الأطر القانونية، إزاء ما حدث من اجتزاء لتصريحات الرئيس وتوظيفها بشكل سلبي، بقصد التشهير والإساءة المتعمدة.
وأوضح المجلس الانتقالي الجنوبي في بيانه، بإنه كيان سياسي يحمل قضية شعب الجنوب وتطلعاته الوطنية لنيل الاستقلال واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة، ومتابعاً بتحديد مسار العمل السلمي وحماية المدنيين والدفاع عن النفس، وحمل الأهداف العظيمة التي تهدف للحرص على انتهاج الوسائل النبيلة الموجهة للعمل.
ودعا المجلس الانتقالي في البيان، إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف بشأن أي ادعاءات تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والاغتيالات السياسية واستجلاب الجماعات الإرهابية وتوطينها وتوظيفها منذ مطلع التسعينات حتى اليوم، مؤكدا مواصلته لجهود مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه، ومشددا على استعداده للمشاركة في أي عملية تحقيق محلية أو دولية على النحو الذي يضمن محاسبة المسؤولين عن كافة عمليات القتل خارج نطاق القانون خلال الثلاثة العقود الماضية، وعدم السماح لأحد بالإفلات من العقوبة.
وقال الكاتب هاني مسهور في تغريدة له على منصة أكس، إن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل رمزاً للوطنية العربية وحصناً قومياً يتصدى لطموحات المشاريع الإسلاموية التخريبية في المنطقة والعالم، وأضاف: "دعم الاستقلال الجنوبي أصبح ضرورة ملحة، فهو ليس خياراً وطنياً فحسب بل هو أولوية عربية ودولية وأخلاقية، شعب الجنوب لن يتخلى عن مكتسباته أبداً، وسيواصل الكفاح حتى يتحقق الاستقلال الثاني".