كثيرون هم العمال الزراعيين الذين أرتبطوا ببستان الحسيني وشكلوا مع الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان ذاكرة حية معطاءة في عبقرية الزمان والمكان لبستان الحسيني وصالوا جالوا في معارفهم وخبراتهم الزراعية والثقافية وزرعوا جنبا إلى جانب الأمير الشاعر أحمد فضل القمندان وقلموا الأشجار وساهموا في بناء وتأسيس مزرعة الحسيني بحب وشغف كبيرين حظيت بالأحترام والتقدير من قبل باني النهضة الثقافية والفنية والفكرية الأمير أحمد فضل القمندان ومنهم اولئك المزراعين والذين خلدوا أسمائهم في الذاكرة الوجدانية والإنسانية وكانوا كالمشاتل الزراعية الخضراء لبستان الحسيني بالزراعة والبستنة كالحاج سعيد اللحجي والحاج محمود قايد والحاج محمد شايف والحاج سعيد الحضرمي والحاج عبدالله حسين مخرب والحاج عبدالله حامد والفلاح المؤرخ يوسف عوض سالم ومحمد عبيد حسن وثابت سعيد الصبري وعبدالله عبيد الرحيتي وحاصل الزغبري والقائمة طويلة وتطول إلخ
وبذلك التكوين التأسيسي والبنائي يكون الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان قد أنتقل بذاكرة الزمان والمكان في عبقرية أساسها فن الغناء والشعر في الاداء التطريبي واللحني القريب إلى نفوس الفلاحين من المزارعين وعامة الشعب في لحج وضواحيها بشكل عام
ففي تلك الفترة فقد شهدت لحج نهضة ثقافية وفنية وفكرية نوعية تجسدت في ذلك التفاعل الحيوي والتجاوب الفني والغنائي الذي كان يبديه القمندان مع مزارعيه ومحبوه ممن وجد فيهم القمندان روح الأستجابة في تطوير أنفسهم وصقل مواهبهم فنيا وزراعيا حيث عمل جاهدا على تبنيهم وتطويرهم وقد تجسد ذلك الدور في الحانه وأيقاعاته النغمية والتي جسدها في قيم العدل والحب وجمال الطبيعة والذوبان الروحي بالغناء في حب الأرض والحياة الزراعية والذي تتحد معه بعض العناصر العضوية الفاعلة كالشعر والموسيقى والحكايات الشعبية والرقص الشعبي حيث وجد الأمير العاشق - الفلاح القمندان مبتغاة في فن المقام والأنتقال من مقام إلى آخر عبر الفضاء اللحني المعبر في هذا الوزن الشعري او ذلك الأيقاع الراقص الذي لاتنفر منه الأذن فتستسيغ سماعة وذلك القول ربما يعطينا الأولوية للقمندان في فن تقطيع الموشح اللحجي في أوزانه ونغماته الموشحة الجديدة الخارجة عن المألوف من الهزج والمتقارب والمقتضب والبسيط والمجتث والخفيف والمنسرح إلخ لذلك نلاحظ في قصائد الأمير أحمد فضل القمندان الأنتقال السلس والمضمون الفكري والجمالي في تراء الألحان والعواطف الزاخرة بالأحاسيس والمشاعر الآنسانية الدفاقة في الغزل الرقيق والمحسوس إلخ والربط فيما بين المقامات عبر التوازن النفسي والإستقرار الوجداني والعاطفي مثل مقام ( الراست) نقول عن ذلك المقام كونه متأصل في نفوسنا وجدانيا وشعبيا والذي به تظهر شخصية المقام والفنان المؤدي المتسلطن بالطرب
اي مايعرف بالطرب بالعرب الطربية ( السلطنة) وهذا من سمات الفن العجيب والمتميز في الأنغام والألحان كما هو الحال لدى الشاعر والملحن الأمير أحمد فضل القمندان والذي عمل على تطوير الغناء التطريبي بشكل عام من خلال البناء النغمي والأيقاعي للرقصات الشعبية ومنها (المركح) و( الدمندم) و( الشرح) و ( البرع اللحجي) إلخ والأمثلة كثيرة مثل ( صادت عيون المها) و( ماطيفك في الهوى) و ( سرى الهوى) و( ياخميسان) و (مطر نيسان) إلخ والخلاصة ان من يقرأ او يستمع لقصائد الشاعر أحمد فضل القمندان وغنائياته سيجد دون شك في نصوصه الغنائية عنصران رئيسيان وهما الزمان والمكان في الحسيني حاضران والماء والفواكه والزهور العطرة
بمختلف أشكالها وأنواعها إلخ بالأضافة إلى ذاكرة ووجدان البيئة الشعبية وثقافتها والموروث الشعبي الزاخر بالرقصات الشعبية والالات التقليدية المرتبطة بالموسيقى ( كالعود) و( الهاجر ) والطبل الصغير ( المرواس) إلخ لذلك يكفي القمندان فخرا أنه أستطاع ومن خلال الزاعة ومواسمها ان يجمع الغناء بالزارعة ومواسمها المختلفة في الحصاد والذري وحفلات الأعراس ليشكل بذلك رقما قياسيا في عبقرية التلحين وغناء القصيدة وتماسكها نغما وأيقاعا وفكرا ثقافيا وفنيا
يسكن في وجداننا مازال باقيا إلى الأن إلخ .