كثيرة هي المواقف المؤلمة والمحزنة في آن واحد التي نشاهدها پأم أعيننا في كل يوم في ربوع وطننا الحبيب والغالي على قلوبنا والتي تختلف في مسمياتها من حيث الزمان والمكان ،نحن تعودنا على مشاهدتها لاسيما منذو أن اجتاحت جحافل العربية اليمنية الجنوب بالحديد والنار،وحولته إلى حديقة لقطعانها الجوعى المفترسة تسرح وتمرح فيه دون حسيب ورقيب،و التي التهمت الأخضر واليابس ،وقضمت الحجر والشجر وابتلعت التراب والرمال ، وقطعت الرواتب وسرحت الآلاف من وظائفهم واستبدلتهم بالأصفر والأحمر وهلمجرا جراء من الأسماء الغريبة التي لم نسمع عنها ولم نراها من قبل في قاموس الأسماء إلا بعد عام ١٩٩٠م ولم تبق شيئا لشعب الجنوب الذي تعاملت معه كمواطن من الدرجة التاسعة والعاشرة .
الكل في الجنوب مجمع على أن ما اصحاب الجنوب من المحن هو سببه الخطيئة الكبرى المساماة زورا وبهتانا الوحدة ،وهي في الأصل احتلال همجي متوحش مجرد من الأنسانية أصابنا في غفلة من الزمن وقرر شعبنا التخلص من هذا الداء القاتل الذي اسمه الإحتلال اليمني الذي جوع الشعب وأذاقه شتى صنوف العذاب رغم كل مافعله في شعب الجنوب ويجيلك واحد أحمق وغبي كرشه ملآنه بالفتات ويريد أن يجرنا مرة أخرى إلى عصور الجهل والتخلف واللادولة ويرمي بنا في زريبة باب اليمن ،وكأنهم لايشاهدون ما حولهم من ألأزمات التي يحارب بها الشعب ،والله مصيبة ياناس ،وياعالم متى سيفيق هؤلاء النفر من غيهم ؟
بينما كنت أمشي في طريقي في احدى شوارع مدينة المكلا فجأة لفت نظري منظر مؤلم ،لم أشاهده من قبل طيلة عمري ،ولكن الأقدار شاءت أن أشاهد ذلك المنظر، إذا بطفل يأكل من برميل القمامة ،قلت في نفسي ربما عيناي خانتي في النظر فحستها بيدي لأتأكد هل هذا المنظر حقيقي أم من وحي الخيال ،وعندما اقترب من المكان بانت لي الحقيقة ،فوضعت يدي على رأسي من هول هذا المنظر المؤلم ،عندها لم أتمالك نفسي جيدا ففاضت مقلتي بالدموع مما شاهدته، وسألت نفسي هل أنا في حضرموت ؟ او في دارفور في السودان التي مات الآلاف من شعبها بسبب المجاعة والحروب ؟وعندما تمالكت نفسي من هول المنظر الذي رأيته وجدت نفسي أمشي في شوارع وأزقة مدينتنا الحبيبة المكلا فاتنة الساحل الشرقي ،والله جريمة أن يحدث هذا في حضرموت الخير الغنية بالثروة الطبيعية وأهمها النفط الذي يسرق من بين أيدينا ،ونحن مشغولين ومغرورين بتشكيل المكونات البالونية المطاطية التي لا فائدة منها ولا طعم ولا لون لها ،سوى أنها تحمل أجندات لا ناقة ولا جمل فيها لشعب حضرموت .
يبقى السؤال هنا هل مسؤلينا في السلطة بالمحافظة يعلمون بأنه توجد أسر حضرمية باتت بيوتهم خالية من الغذاء ولا يوجد معهم أوقية دقيق أم لا ؟ أم أن جنون عظمة السلطة أعماهم عن معرفة ما يعانيه أهل حضرموت في هذا الوضع المزري الذي وصلت إليه المواطن الحضرمي الذي تذهب ثروته للصوص والمتنفذين ،دون أن نرى ولو موقف واحد شجاع وبطولي من سلطتنا المحلية لانتزاع حقوقنا من بين أنياب الذئبة المتوحشة لإنقاذ الشعب الحضرمي من حافة المجاعة التي تطاردنا جميعا ،وهذه حقيقة موجودة لاينكرها الا جاحد .
بالتأكيد هناك كثير من المشاهد الصعبة والقصص المؤلمة التي تحدث في جنوبنا الحبيب بسبب الحصار والحرب الاقتصادية على شعب الجنوب التي تقف خلفها بعض القوى التي تحلم بالعودة إليها مجدد بإستخدام ورقة التجويع لتركيع الشعب والضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي للقبول بأنصاف الحلول ،وهذا مستحيل أن يحدث وستنتهي المسرحيات التي يقومون بها وسينتصر الجنوب على أعدائه وستعود الفرحة والإبتسامة التي سرقها المحتل إلى كل جنوبي وسننفض غبار اليمننة المزيفة التي حاولوا التصاقها بها زورا، ليستمروا في نهب ثرواتنا وتويجع وتجهيل شعبنا عبر تزوير التاريخ ونشر بعض الخرافات التي يقف خلفها مؤلفي الغفلة ،و الموقف الذي ابكاني هناك مواقف كثيره مثله تحدث لكثير من الناس لكن لا أحد يكتب عنها في الأعلام .