قتلوها في مهدها وأبادوها.. قتلوها في بدء ميلادها وقتلوا من لم ير النور بعد.. تلك الابتسامات البريئات والضحكات المصحوبة بالفرحة التي كانت تتطلع لغد أفضل مليء بالمحبة والأمان، لم تكن تعلم بعد أنها ستكون في جنة الخلد عند العزيز المقتدر.. كانت تتطلع أن تمرح هنا وهناك وتلعب، ولكن شاءت الأقدار أن تكون ضحية لحرب الكفرة اليهود وحصيلتها الكبرى هي تلك الابتسامات البريئة الصغيرة.
ماتت الطفولة تحت الأنقاض.. ماتت بوحشية وسلبت أرواحهم دون رحمة ولا شفقة.. أبادوها وأبادوا كل حلم بريء، وتبعثرت تلك الأحلام البريئة وتلاشت معها الذكريات والآمال لشيء اسمه (الطفولة).
سلبوها حقها في العيش دون إنسانية أعداء الله، في مشاهد هي الأقسى في تاريخ البشرية، وماتت معها النخوة والعروبة، المتطبعون مع الشيطان وأتباعه، فلهم الخزي والعار، فغزة تُباد، والأقصى يدنس، والعالم في صمت مطبق، فالتاريخ لن يرحم، ولا السماء سترحم، فتلك مشيئة الله وقدرته، ولا راد لقدره؛ لكن عدالته وعذابه ولعنته تمهل ولن تهمل.
فما كان ذنب تلك الطفولة في الحرب اللعينة التي كانت هي الحصيلة الكبرى فيها؟! مشاهد مؤلمة لواقع مرير مظلم مليء بالحقد والكره والعداء لا يتصورها عقل ولا منطق ولا ترضى بها الأديان والشرائع السماوية، تتكرر كل يوم وسط سطوة حرب اليهود الكفرة، وماذا يتبقى عندما تموت (طفولة غزة)؟!