يوم تاريخي مشهود لم تغب فيه شبوة.
يوم تاريخي مشهود، وصفه مراقبون بأنه من أيام الدهر الخالدة، عزز فيه أبناء لحج وأبين أواصر وقيم التصالح والتسامح الجنوبي على الأرض، معلنين طي صفحات الماضي الأليم بأحزانه ومآسيه وكل ما فيه ليعلنوا صبيحة اليوم الاثنين الخامس عشر من يناير من مدينة زنجبار بأبين - خلال استقبال أبناء أبين تتقدمهم قيادات المجلس الانتقالي برئاسة حسن غيثان رئيس الهيئة التنفيذية، وقيادات أمنية وعسكرية، وفد محافظة لحج الذي ضم قيادات انتقالي المحافظة وبعض مديرياتها يتقدمهم رئيس الهيئة التنفيذية وضاح الحالمي وقيادات شبابية ونسوية ومنسقية جامعة لحج - للجميع وبصوت واحد: "نحن تصالحنا تسامحنا .. نحن جنوبيون في الساحة".
وازدادت الفعالية المشهودة والحدث الأبرز قوةً وأهميةً بمشاركة شبوة العز والإباء التي أبت إلا أن تكون حاضرة لتضع بصمتها المضيئة مع لحج وأبين عبر رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي عبدالعزيز بن لكسر، الذي قال خلال الفعالية بأنه كان يتمنى أن تلتقي هذه الجموع في شبوة لتشارك أبناءها احتفالاتهم بذكرى التصالح والتسامح، غير أن الوقت كان ضيقا، متمنيا أن تمتد مثل هذه الزيارات لتصل إلى جميع محافظات الجنوب.
أصوات أبناء لحج وأبين التي تعالت بالأهازيج الثورية لتملأ المكان بهجةً وسرورًا وترسل أكثر من رسالة للداخل والخارج جاءت في إطار احتفالات شعب الجنوب بمناسبة الذكرى الـ"18" للتصالح والتسامح الجنوبي.
في مدخل مدينة زنجبار احتشدت جموع غفيرة من أبناء أبين لاستقبال إخوانهم من أبناء لحج، حاملين أعلام دولة الجنوب، ومرددين الشعارات والأهازيج الثورية المعبرة عن ابتهاجهم بقدوم إخوانهم من أبناء لحج، الذين بدت على وجوههم مشاعر البهجة والسرور، وهو ما ترجم بعض مفرداتها رئيس انتقالي لحج وضاح الحالمي الذي تحدث باسم وفد أبناء لحج بقوله: "سعادتنا لا توصف بهذا اللقاء واليوم التاريخي.. أتيناكم من لحج المحروسة إلى أبين النضال والتاريخ لنُسمع القاصي والداني بأننا إخوة وجسد واحد لن يفرقنا أحد، سنمضي معًا على طريق النضال لنطوي صفحات الماضي ونستعيد دولتنا الجنوبية.. اليوم نحن في أبين وقريبا سنقول كما قال شاعر لحج: (سنجتمع في لحج والخير دفاق)" .
وعلى وقع الزوامل الترحيبية التي صدح بها بعض شعراء أبين، وجه رئيس انتقالي أبين حسن غيثان الدعوة لأبناء لحج بالانطلاق ضمن موكب كبير وموحد إلى مدينة زنجبار، لينطلق الجميع صوب مقر منسقية أبين، حيث كانت الترتيبات قد أعدت لإقامة فعالية مصغرة ألقيت خلالها كلمة عن أبناء أبين ألقاها حسن غيثان، وكلمة عن أبناء لحج ألقاها رئيس انتقالي لحج وضاح الحالمي، وكلمة عن أبناء شبوة ألقاها رئيس انتقالي شبوة عبد العزيز بن لكسر، أكدت جميعها على أهمية ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي والمضي قدما لاستعادة دولة الجنوب على قلب رجل واحد خلف المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وقطع الطريق أمام كل من يحاول إذكاء صراعات الماضي وضرب تماسك أبناء الجنوب.
وخلال الفعالية قام رئيس انتقالي لحج الحالمي بمنح رئيسي تنفيذيتي أبين وشبوة دروعًا تذكارية باسم أبناء لحج؛ تعبيرا عن مدى الترابط والوفاء والتقدير لأبناء لحج وشبوة، كما قام غيثان بمنح الحالمي وبن لكسر دروعًا تذكارية مماثلة ليعلن نهاية الفعالية ودعوة الجميع لمأدبة الغداء التي أقيمت على شرف قيادة انتقالي أبين.