تقترب الساعة من الحادية عشرة ظهرا، في سوق ال ثابث مديرية قطابر الحدودية بمحافظة ‎صعدة، ويبدأ السوق باستقبال أبناء المديرية لشراء احتياجاتهم الأساسية. لم يكن يتخيل عبدالله عايش - 26 سنة -، ان السوق الوحيد في مديرية قطابر، سيكون هدفا لقذائف وصواريخ مليشيا الحوثي الانقلابية، فبينما كان يجهز مع أولاد عمه وجبة الغداء لاحد الزبائن في المطعم الذي يعملون فيه، كانت المليشيا تترصد المكان وتنتظر ساعة الذروة لإطلاق مقذوفاتها على السوق الذي تقاطر اليها المواطنين لأخذ حاجياتهم التجارية، ليسفر القصف عن 10 قتلى من المدنيين و20 جريحا، بينهم أطفال كما يقول عايش. ويحكي عايش لوكالة الانباء اليمنية "سبأ" عن تفاصيل الجريمة الحوثية تجاه المدنيين، فيقول" كنا نعد وجبات الزبائن بالمطعم، وفجأة وقعت انفجارات في عدة أماكن من السوق، وكان المطعم واحدا منها، فقتل وأصيب عدد من الزبائن إضافة الى عمال المطعم، فاصبت إصابة خفيفة، ونهضت من مكاني لاجد عدد من الجثث مرمية بوسط السوق، وكان الجرحى يصرخون من الألم، فقمت بمساعدة ثلاثة من زملائي العمال، الذين أصيبوا بجروح بليغه، واتجهنا الى اقرب وحدة صحية وكانت خاضعة للحوثيين، لكنهم رفضوا مرورنا وطلبوا منا الرجوع من حيث اتينا، وبعدها استنجدنا بالجيش الوطني، الذي سارع الى اسعاف الجرحى الى المستشفيات السعودية". واكد عايش على أن المليشيا أطلقت قذائفها بشكل مقصود من مواقعها المتمركزة على الجبال المحيطة بالسوق وفي اليوم الثاني من الجريمة استهدفت فندق بالسوق حيث جرح عدد من النزلاء والعمال. أما محمد عبدالله فيؤكد لوكالة الانباء اليمنية " سبأ" ان المليشيا قصفت السوق بعد رفض أبناء المنطقة من ال ثابت الانخراط في صفوفها واعتناق مذهبها الطائفي، وذكر ان الحوثيين حاولوا بكل الطرق تجنيد أبناء المنطقة للقتال في صفوفهم، وغسل ادمغتهم بأفكارهم المستوردة من ايران، وبعد قوبلوا بالرفض، قام الحوثيون بالانتقام منهم بقصف السوق وقتل وجرح المدنيين. ولفت الى ان المليشيا كانت تختطف وتعذب العديد من أبناء المنطقة من وقت لاخر، وكانت مليشياتهم تقتحم الممتلكات الخاصة والمنازل وتختطف من تريد بمبررات واهية. وذكر ان قوات الجيش الوطني انقذت الجرحى بعد رفض المليشيا علاجهم، ونقلتهم الى مستشفيات ميدانية ومستشفيات سعودية بالحدود.