كتب / ناصر التميمي
قبل عشرة أيام تم الإعلان من قبل المركز الصحي بمنطقة ميفع عن الكشف عن أول حالة مصابة بوباء الكوليرا ،وأكثر من 13 حالة إشتباه ،مباشرة تواصلت مع قيادة المجلس بالمحافظة واستجابت لهذا النداء العاجل ،ونزل اليوم رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت العميد الركن / سعيد أحمد المحمدي المركز الصحي بميفع للإطلاع عن كثب على الوضع الصحي بمعية الدكتور يسلم باوزير رئيس اللجنة الصحية بالهيئة، والدكتورة سلمى بازريع نائب رئيس اللجنة الصحية بالجمعية الوطنية وعدد من أعضاء الهيئة التنفيذية وكنت مرافقا له في الزيارة بمعية الدكتور سالم أحمد بارميل مدير مكتب الصحة بمديرية بروم ميفع ،وأثناء تجوالنا في مركز الحجر تفاجأت كثيرا من اطلاعنا على الإمكانيات البسيطة التي يعمل بها الكادر الطبي في المركز ناهيك عن النقص في الأدوية واللقاحات الخاصة لمكافحة الوباء الخطير الذي يهدد حياة الآلاف من المواطنين .
الكل يعلم أن وباء الكوليرا هو من أخطر الأوبئة الفتاكة التي تفتك بحياة البشر ،فمنطقة ميفع سبق وأن تعرضت أكثر من مرة لهذا الوباء القاتل فحسب المعلومات التي تحصلنا عليها أنه مع مطلع القرن العشرين اجتاح هذا الوباء المنطقة وفتك بحياة العشرات من المواطنين من أبناء المنطقة ،وكذلك في الثمانينيات من القرن ذاته ،وقبل بضع سنين اجتاح المنطقة وأصيب المئات وحصلت بعض الوفيات جراء الوباء وتدخلت الجهات المسؤولة حينها بإمكانياتها المتاحة وتمكنت من احتوائه قبل أن ينتشر إلى مناطق أخرى .
لقد سعدت كثيرا من الزيارة التي قام بها رئيس انتقالي حضرموت العميد الركن سعيد احمد المحمدي وكان لها صدى كبير بين أوساط المنطقة الذين عبروا عن شكرهم الكبير لقيادة المجلس الانتقالي بحضرموت على ماقدموه من أدوية ولقاحات خاصة بالوباء ،واطلاعهم على احتياجات المركز الصحي الذي يفتقر لكثير من الخدمات التي يحتاجها المواطن الذي يعاني من الوضع الإقتصادي المزري بسبب فشل حكومة المناصفة التي تقتلنا في كل ثانية وفي كل دقيقة منذ أكثر من أربع سنوات عجاف ،فالمواطن الميفعي يتساءل وبحرقة عن دور السلطة المحلية في المحافظة كونها هي الجهة الأولى المسئولة عن المواطنين الذين يعانون معاناة كبيرة جدا في الخدمات كالصحة والمياه والتربية ومجارب الصرف الصحي التي تعتبر سبب من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذا الوباء ،فالمنطقة بحاجة إلى استكمال مشروع مجاري الصرف الصحي الذي يعتبر من المشاريع المتعثرة ليس هذا فحسب ،بل هناك عدد من المشاريع الخدمية المتعثرة بحاجة إلى النظر إليها من سلطات المحافظة التي تكدست بعض المناطق والمديريات بخيراتها الا منطقة ميفع مدخل حضرموت الغربي التي لم يلتفت إليها أحد من السلطات التي تعاقبت على المحافظة لماذا ؟ لا ندري ؟ وهل هي المناطقية العمياء التي حرمت هذه المنطقة من أن تحصل على حقها في التنمية كغيرها من المناطق الحضرمية ؟
والله العظيم لو انتشر الوباء في منطقة أخرى في المحافظة من المناطق التي يسيطر ابناءها على القرار السيادي فيها لرأينا العجب العجاب ورأينا السلطة كلها بقضها وقضيضها مصحوبة بعشرات الشاحنات إن لم يكن المئات المحملة بالأدوية والأسرة وهلمجرا من المساعدات ،لكن للأسف الشديد عشر أيام مرت منذ أن تم الأعلان عن تفشي الوباء في هذه المنطقة التي لاحول لها ولا قوة ولم نرى شيئا ملموسا على أرض الواقع ،سوى بعض الزيارات لبعض الجهات المسئولة إلى المركز وأخذ بعض الصور للإستهلاك الأعلامي فقط ،للعلم ياسلطتنا يامحلية أن هذه القرية التي تفشى فيها الوباء ينقطع عنها الماء احيانا لأيام وربما لأسابيع رغم علم الجهات المسئولة بالأمر لكن لا حياة لمن تنادي !!
وقبل أن ينتشر الوباء كالنار في الهشيم على السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ الأستاذ مبخوت بن ماضي التحرك الجاد للقضاء على هذا الوباء في مهده قبل أن يصبح كارثة لا تستطيع الجهات المسئولة التغلب عليه وينتقل إلى عاصمة المحافظة ،والحلول بسيطة تستطيعوا تقديمها اذا فيه جديه في ذلك فمجاري الصرف الصحي تحتاج إلى بوزة لشفطها من الشوارع فهل هذا صعب على السلطة ؟ لقد كشف مدير الصحة بالمركز الصحي بميفع عن حالة ثانية وأكثر من 70 حالة مشتبه وتمت معالجتها رغم قلة الامكانيات وهنا أجدها فرصة في مقالي هذا لأقدم شكري لملائكة الرحمة في المركز الذين يقومون بجهود جبارة لمعالجة المرضى ،وامام ذلك الوضع المزري قيادة انتقالي حضرموت برئاسة العميد الركن سعيد المحمدي تحركت وقامت بالواجب في محاولة منها للقضاء على الوباء ،وهذا ليس بغريب عليها، فقد قامت بجهود كبيرة أثناء جائحة كورونا وهاهي اليوم كانت السباقة في مد يد العون .. فميفع أمام وباء قاتل وسلطة غائبة .